معايير مختلفة
فبراير 7, 2022
سر القناعة والشعور بالرضا
فبراير 12, 2022
معايير مختلفة
فبراير 7, 2022
سر القناعة والشعور بالرضا
فبراير 12, 2022
Show all

أمس واليوم وإلى الأبد

“لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»” (عبرانيين 13: 5).

أَطلَق الرومان القدماء على الشهر الأول من العام اسم “يناير” نِسبًة إلى الإله الروماني “يانوس”، وقد كان “ليانوس” وجهين: وجه ينظر إلى الماضي ويمتلئ بالحزن والفَزَع والحيرة، ووجه آخر يتطلع إلى المستقبل وإلى العام الجديد بأمل وبهجة وثقة. تتكرر هذه الدورة عامًا بعد عام، فيصبح العام الجديد قديمًا ويتحول التفاؤل إلى يأس.

في عشيَّة رأس السنة، تستطيع أن ترى لدى الجميع شعور غامر بالسعادة، لكن ذلك لا يدوم طويلًا، كما يشير وجه الإله “يانوس”، وبعد مرور أسبوعين من شهر يناير، يحدث شيئًا مُضحِكًا، إذ يُدرك الجميع حقيقة أن المشاكل التي واجهوها العام الماضي قد تَبِعَتهم هذا العام، وتلك الراحة التي استشعروها في توديعهم للعام القديم قد تلاشت الآن.

لا ينبغي علينا، نحن الذين نحب يسوع المسيح، أن نربط رجاءنا بحلول عام جديد، ولا يتعيَّن علينا أن نغرق في الحزن عندما يُحبِطنا العام الجديد، لأن الإله الذي نخدمه هو إله “الأمس واليوم وإلى الأبد” (عبرانيين 13: 8)، وهو الإله الذي يمحو خطايا ماضينا ويغفر آثامنا، وهو الذي يتحكَّم في الحاضر ويضمن مستقبلنا.

ولأن هذا حقيقي، لا يهم في أي يوم نحن، سواء كنا في الأول من يناير أو في 31 ديسمبر، أو في أي يوم آخر بينهما، لأنه يمكننا أن نقضي كل يوم في تسبيح الرب وشكره من أجل كل ظروفنا، ونستطيع أن نسبحه ونشكره على كل ما يحدث في حياتنا من تقلُّبات. يمكننا أن نعبد الله ونشكره من أجل الأيام الجيدة والأيام السيئة، ويمكننا أن نُبارك الرب من أجل الأفراح والأحزان، فوعوده لنا ثابتة دائمًا مثله.

أحد أعظم وعود الله لأولاده في الكتاب المقدس نجده في عبرانيين 13: 5 “لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ”. كان هذا الوعد للعام الماضي، وهو أيضًا لهذا العام، وسيكون لكل الأعوام القادمة، سواء كُنَّا هنا على الأرض أو معه في المجد الأبدي. مهما كان ما يخبئه المستقبل، فأولئك الذين يحبون الله ويتبعون ابنه سيكون لديهم سلام وثقة، لأن إلهنا لن يتركنا أبدًا.

صلاة: أحمدُك يا أبي من أجل الوعد بحضورك الدائم. يا لها من هِبة رائعة أن يكون الرب بجانبي، يُدبِّر كل الأمور لخَيْري. أعطيك كل المجد يا رب من أجل السلام والرجاء الذي لي فيك. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.