إحسان الله الذي لا نستحقه

تسليم فشلنا لله
سبتمبر 5, 2024
اكتشف غفران الله
سبتمبر 7, 2024
تسليم فشلنا لله
سبتمبر 5, 2024
اكتشف غفران الله
سبتمبر 7, 2024
Show all

إحسان الله الذي لا نستحقه

فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «أَلَا يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ لِبَيْتِ شَاوُلَ فَأَصْنَعَ مَعَهُ إِحْسَانَ ٱللهِ؟» (2 صموئيل 9: 3)

اقرأ 2 صموئيل 9: 1-13

طوال خمسة عشر عامًا، طارد شاولُ داود من جبل إلى جبل، ومن برية إلى برية، ومن قرية إلى قرية، سعيًا إلى قتله. لكن وبالرغم من ذلك كلِّه، قرَّر داود، بعد فترة قصيرة من توليه المُلك، أن يصنع إحسانًا مع عائلة عدوه، مع أنَّهم لا يستحقون ذلك

يرمز إحسان داود إلى نعمة الله التي أظهرها للبشر عندما أرسل ابنه إلى الأرض ليبحث عن الخطاة الضالين. فمثلما يمدُّ الله يده إلى الأشخاص غير المستحقين والعصاة والمتمردين، مدَّ داود يده إلى مفيبوشث، حفيد الرجل الذي كان يبغضه بكلِّ ذرة من كيانه. وبالمثل، كنَّا نحن أيضًا أعداء الله، غير مستحقّين محبَّته ولطفه (كولوسي 1: 21؛ رومية 5: 10)

عندما اكتشف داود أنَّ ابن يوناثان (حفيد شاول)، مفيبوشث، يقيم عند الجانب الآخر من نهر الأردن، في بلدة تدعى لودَبار، اغتنم الفرصة ليظهر له رحمة، وكان مفيبوشث يحتاج فعلًا إلى هذه الرحمة. فعندما كان طفلًا صغيرًا، وصل خبر وفاة والده وجدِّه إلى بيته، فحملته مربِّيته مذعورة وهربت، لتجنيبه أي خطر محدق ببيته. وفيما كانت تستعجل للهروب، وقع الصبي وصار أعرج (2 صموئيل 4: 4)

تعكس إعاقة مفيبوشث حالتنا الروحية قبل أن نؤمن بالمسيح. في الواقع، يقول الكتاب المقدس إنَّنا كنَّا أمواتًا روحيًّا، وكنَّا بطبيعتنا عاجزين عن اللجوء إلى الله، فاحتجنا أن يمدّ إلينا يد الرحمة ليخلِّصنا

كان مفيبوشث ينتمي إلى عائلة تمرَّدت على مسيح الله، ولم يستطع المشي بسبب سقوطه الجسدي، وكان يقيم في لودبار، أي في أرض قاحلة ليس فيها رجاء. ومع ذلك، بحث عنه الملك داود ليفيض عليه بالبركات. وبالطريقة نفسها، يخبرنا بولس أننا ‘‘تبرَّرنا مجاناً بنعمته بالفداء الذي بالمسيح يسوع’’ (رومية 3: 24)

هكذا، وبدون أيّ شرط، ردَّ داود إلى مفيبوشث كلَّ الأرض التي كانت لجدِّه، ودعاه ليأكل على مائدته دائمًا. بتعبير آخر، عامَلَ داود مفيبوشث كفرد من أفراد عائلته. هذه هي النعمة. إنَّها حظوة غير مستحَقَّة. لم يقم مفيبوشث بأي عمل  ليكسب عطف داود، لكنَّ هذا الأخير باركه إكرامًا ليوناثان. يا صديقي، يُظهر لنا الله نعمةً إكرامًا ليسوع. ليتنا نفهم نحن أيضًا النعمة الرائعة التي تلقيناها حتى نتمكَّن من تقديم نعمة الله السماوية وإحسانه مجانًا للآخرين كما فعل داود

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأجل النعمة الرائعة التي أبديتَها لي أنا الخاطئ. أصلّي أن تستمرَّ بتشكيل قلبي بمحبَّتك. أصلّي باسم يسوع. آمين