خطورة تقديم التنازلات
يناير 3, 2021استبدل الذهب بالمجد
يناير 5, 2021“الْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ” (1يوحنا 2: 17).
أطاع موسى وصايا الله وخاطر كثيرًا بنفسه ليقوم بالمهمة التي أوكلها إليه. مَن مِنا مستعد للتخلِّي عن ثروته وسُلطته من أجل حياة المشقة والعبودية؟ تمنحنا الشُهرة والمناصب كرامةً، وغالبًا ما تدَّعي العائلات الكبيرة التي تتمتع بالسُلطة أنها الأُسر المالِكة؛ فتتاجر بشهرتها، وتكتسب الثروة التي غالبًا ما تقود إلى الجشع والفساد وإساءة استخدام السلطة، ولهذا يُقدِّر الله أولئك الذين يختارون مجده على ذهب العالم.
ترك الله لموسى الخيار، فاختار موسى الطاعة، وكل واحدٍ منا لديه دعوة من الله وله أن يختار طاعته أو التمرُّد عليه، قبوله أو رفضه، اختيار مجده أو ذهب العالم. قد يُقدِّم لنا العصيان إشباعًا قصير المدى، لكنه في النهاية يؤدي دائمًا إلى الدمار، فقد كتب سليمان: “تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ” (أمثال 14: 12).
كان موسى يمتلك أشياء كثيرة؛ كان الشعب يخدمه، وكان باستطاعته أن يقضي كل صباح في ملعب للجولف وكل مساء في جاكوزي القصر، وأن يطلب أفضل الأطعمة، ويرتدي أجمل الثياب، ويتمتع بأفضل وسائل التسلية والترفيه، والرفاهية ليست خطية في حد ذاتها، لكن هذه الرفاهية كانت ستكون بمثابة خطية لموسى لأن الله دعاه ليخرج من القصر ويقوم بمغامرة الإيمان.
تمدح كلمة الله موسى لأنه تخلَّى عن ذهب العالم من أجل مجد الله، وتخلَّى أيضًا عن كل ما يقف عائقًا في طريق طاعته الكاملة له. هل دعاك الله من العُلَّيقة المُشتعِلة؟ ما هو الخيار الذي وضعه أمامك؟ هل اتخذت القرار باتباع مشيئته لحياتك؟ ما هو الذهب الذي تتمسك به ويمنعك من التخلِّي عن ذاتك من أجل تحقيق مشيئة الله ومجده؟
صلاة: يا رب افتح عينيّ لأرى دعوتك لحياتي وأتبع مشيئتك، مُتذكراً أنك أنت الكل في الكل. أُصَلِّي في اسم يسوع. آمين.