الاعتراف بحظوة الله
أغسطس 7, 2024دعوة الله لك
أغسطس 9, 2024وَلَا وَأَنَا حَيٌّ بَعْدُ تَصْنَعُ مَعِي إِحْسَانَ ٱلرَّبِّ حَتَّى لَا أَمُوتَ، بَلْ لَا تَقْطَعُ مَعْرُوفَكَ عَنْ بَيْتِي إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا حِينَ يَقْطَعُ ٱلرَّبُّ أَعْدَاءَ دَاوُدَ جَمِيعًا عَنْ وَجْهِ ٱلْأَرْض. 1 صموئيل 20: 14-15
اقرأ 1 صموئيل 20: 1-42
بعد أن علم داود أن شاول يطارده ليقتله، ذهب إلى يوناثان غارقًا في الشفقة على نفسه، ويعتريه شعور بالقلق والخوف، ونسي أمانة الله معه في الماضي. فكِّر في مدى تركيزه على ذاته في هذا اللقاء حين قال، مَاذَا عَمِلْتُ؟ وَمَا هُوَ إِثْمِي؟ وَمَا هِيَ خَطِيَّتِي أَمَامَ أَبِيكَ حَتَّى يَطْلُبَ نَفْسِي؟ (1 صموئيل 20: 1). كم مرَّةً، في معرض حديثه مع يوناثان، شهد عن قوَّة الله وحظوته ومشيئته في حياته؟ ولا حتَّى مرَّةً واحدة
وهكذا أصبح داود في حالة تراجع تام بدلًا من الثقة بمخطَّط الله لحياته عندما مسحه صموئيل ملكاً جديداً على إسرائيل. تراجع خشية أن يقتله شاول، فقرَّر وضع خطَّة خاصة به بدلاً من الاعتماد على الرب. فذهب إلى يوناثان، أقرب صديق له، سرًا وطلب إليه أن يكذب بالنيابة عنه
نعم، نسي داود شهادته، وسرعان ما انجرف وراء الخطية في محاولة واهنة لحماية نفسه. نعم، لم يكن داود رجُلًا مثاليًا، فهو كان يتعثر ويسقط بين الحين والآخر، لكن عندما شعر بتبكيت الله، رجع تائبًا وبكى أمام الرب. وهذا ما جعل منه رجُلًا عظيمًا
هذه هي الخطَّة التي وضعها داود: يتغيَّب عن مائدة الملك لمدَّة ليلتَين، وعندما يلاحظ شاول غيابه، يكذب يوناثان بشأنه قائلًا إنَّه طلب الإذن بالعودة إلى بيت لحم لتقديم ذبيحة. فيتبيَّن من رد فعل شاول ما إذا كان يريد قتله فعلًا
اغتاظ شاول غيظًا عند سماع الخبر، وفي الصباح التالي بعد ليلتي الوليمة، عاد يوناثان إلى الحقل حيث كان داود مختبئًا ليرمي السهام. فرمى سهمًا وأرسل غلامه ليلتقطه، قائلًا، أَلَيْسَ ٱلسَّهْمُ دُونَكَ فَصَاعِدًا؟ (الآية 37)، ففَهِمَ داود المقصود بكلامه بناءً على خطَّة وضعاها مسبقًا. وهكذا، بدأت رحلة الهروب في حياة داود
ربَّما أنتَ تمرُّ، كما داود، بظروف حياتية خارجة عن إرادتك، لكن في اللحظة التي يتسلَّل فيها الشعور بالشفقة على الذات إلى قلبك، ارفع نظرك عن نفسك، وثبِّته على الرب واشهد مجدًّدًا عن صلاح الرب في حياتك، وإذا كانت شهادتك قد أصبحت صدئة، اطلب من الروح القدس أن يصقلها من جديد، وتذكَّر أنَّ الله يقودك دومًا إلى الأمام وفي الارتفاع فقط، كما فعل مع داود
صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأجل مثال داود الذي كان رجُلًا بحسب قلبك. هو كان يتعثَّر بين الحين والآخر، لكنَّكَ لم تتخلَّ عنه. فأنتَ تبقى أمينًا بالرغم من عدم أمانتنا. ساعدني أن أتذكَّر دومًا هذه الحقيقة وأن أتمسَّك بوعدك بأنَّك لا تهملني ولا تتركني. أصلِّي باسم يسوع. آمين