إحسان الله الذي لا نستحقه
سبتمبر 6, 2024
أحمد صخرة خلاصي
سبتمبر 8, 2024
إحسان الله الذي لا نستحقه
سبتمبر 6, 2024
أحمد صخرة خلاصي
سبتمبر 8, 2024
Show all

اكتشف غفران الله

فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «ٱلرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لَا تَمُوتُ (2 صموئيل 12: 13)

اقرأ 2 صموئيل 11: 1-12: 14

كان داود يتمتَّع بإيمان غير عادي بالرب. وعندما ارتكب الزنا مع بتشابع، ودبَّر قتل زوجها، لم يعكس هذا العمل طبيعته. لكنَّ الجانبَ الإيجابيَّ في الأمر هو أنَّ الله أرسل النبي ناثان لمواجهته ودعوته إلى اتِّخاذ الخطوة الأولى نحو التعافي

أعطى ناثان داود مَثَلاً عن رَجُل غني وآخر فقير. كان للغني غنم وبقر كثيرة جدًّا، وأمَّا الفقير فلم يكن له شيء إلَّا نعجة واحدة صغيرة كان يربِّيها كما لو كانت ابنته وكانت تنام في حضنه. في أحد الأيَّام، جاء ضيف إلى الرجل الغني، وبدلًا من أن يستخدم من غنمه وبقره ليُعِدَّ له طعامًا، سرق نعجة الرجل الفقير وقدَّمها له

عندما سمع داود ذلك، حمي غضبه، ولكن سرعان ما ألقى ناثان قنبلة قائلًا: ‘‘أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ!’’ (2 صموئيل 12: 7). في المثل الذي أعطاه ناثان، يرمز الرجل الفقير إلى أوريا، والخروف إلى بتشابع، والسبب الذي دفع الغني إلى سرقة النعجة هو المسافر الذي يمثِّل  شهوة داود الجامحة ورغبته الجسديَّة، ويرمز إلى الأفكار التي تدخل أذهاننا نتيجة امتناعنا عن ‘‘استئسار كل فكر إلى طاعة المسيح’’ (2 كورنثوس 10: 5). ومثلما سرق الغني النعجة من الفقير لإرضاء ضيفه، هكذا أيضًا، سرق داود بتشابع من أوريا لإرضاء شهواته

صُعِق داود بالمغزى من المثَل واعترف فورًا بخطيَّته قائلًا، ‘‘قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ’’ (2 صموئيل 12: 13).  لم يكن داود كاملًا، ولم يكن بلا خطيَّة، لكنَّ قلبه كان يتوق إلى إرضاء الرب. لذا، اعترف فورًا بمسؤوليَّاته، وتقبَّل العواقب بشجاعة.

غفر الله لداود فورًا، لكنَّ خطيَّة داود تركت ندوبًا. فغفران الله يمحو خطيتنا وعارنا، لكنَّه لا يغيِّر حقيقة أن الإثم هو تعدٍ على البر وبالتالي، تترَّتب عليه عواقب وخيمة. إذًا، نعم، الله يغفر الخطية، لكنَّ التكلفة كانت باهظة، فهو عاين ابنه وهو يموت على الصليب للتكفير عن خطايانا؛ لذا، يجب أن نظل متيقظين وأن نتحمَّل مسؤوليَّاتنا أمام الله، عبر الاعتراف بخطايانا والتوبة ما إن يبكِّتنا الروح القدس

أحيانًا، تدوم ندوب المعصية لفترة طويلة، لكن لا تَدَعوها تذكِّركم بعمل العصيان فحسب. فَلْتذكّركم قبل كلّ شيء بنعمة المسيح، وبمحبة الرب وغفرانه

صلاة: يا رب، اغفر لي لأني أخطأت إلى الآخرين وإليك. أنا أتوب الآن وأتوق إلى غفرانك وشفائك. امنحني الشجاعة لأسعى إلى التصالح مع مَن أخطأتُ إليهم. أصلّي باسم يسوع. آمين