لا تخف.. عِد النجوم
نوفمبر 5, 2019
حتى إن كنا غير أُمناء
نوفمبر 7, 2019
لا تخف.. عِد النجوم
نوفمبر 5, 2019
حتى إن كنا غير أُمناء
نوفمبر 7, 2019
Show all

الإله صانع العهد

“ثُمَّ غَابَتِ الشَّمْسُ فَصَارَتِ الْعَتَمَةُ، وَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ يَجُوزُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا.” (تكوين 15: 17-18).

بعد عشر سنوات من انتظار تحقيق وعود الله، احتاج إبراهيم إلى تأكيد. لقد كان لديه إيمان بأن الله سيفعل ما وعد به، لكن مع بلوغه 85 عامًا بدون أولاد، جعل من الصعب عليه أن يرى كيف يمكن أن يجعل الله نسله كنجوم السماء في الكثرة. أضِف إلى ذلك حقيقة أن إبراهيم وزوجته سارة قد استقرا في كنعان بناءً على دعوة الرب، لكنهما لم يمتلكا بعد الأرض التي وعده الله بها.

إقرأ تكوين 15. استجابةً لأسئلة إبراهيم، فعل الله شيئًا قد يبدو غريباً على قُرَّاء العصر الحديث. لقد جعل إبراهيم يأتي ببعض الحيوانات والطيور ويشُقَّها إلى نصفين. في أيام إبراهيم، كان العهد يؤسس على احتفال، يقوم فيه طرفي العهد بشق الحيوانات ووضعها في صفَّين مقابل بعضهم البعض. ثم يسير الرجلان وسط أنصاف الجثث الدموية كرمز إلى أن من يخرق منهما العهد سيحدث معه ما حدث للحيوانات. وانظر كم كان الله رحيمًا عندما نزل إلى مستوى إبراهيم وإلى ما كان مألوفًا لديه وما كان يعرفه عن طريقة إبرام الناس للعهود.

ولكن ما يُدهش أكثر هو أن الله لم يطلب من إبراهيم السير وسط أجزاء الحيوانات، بل مرَّ الله وحده وسطها بينما كان إبراهيم يراقب الوضع في هدوء، محاولًا إبعاد الحيوانات البرية والطيور عن الذبيحة. لم ينزل الله فقط إلى مستوى إبراهيم، بل أكَّد لإبراهيم أنه إله صانع العهد وحافظ العهد. لم تعتمد وعود الله على إبراهيم، بل على الله وحده، لذا تعامل الله مع اللعنة بنفسه لتأمين البركة الموعودة.

والخبر السار هو أن وعد الله لإبراهيم قد تحقق في الصليب حيث أمّن يسوع المسيح خلاصنا. لا يعتمد وعد الله على طاعتنا، بل على ذبيحة المسيح الكاملة. كل من آمن بيسوع المسيح يُكتب اسمه في سفر الحياة، ليس بحِبرٍ بل بدم المسيح الذي لا يُمحى. لا تعتمد محبة الله على النزوات والحالات المزاجية. كما أن محبته لا تقتصر على وقتٍ معين. لقد كانت محبة الله لنا موجودة دائمًا حتى قبل أن نولد، وقبل أي استجابة منا لمحبته. وبغض النظر عما نفعله، فإن محبته ووعده بالمحبة أبديان.

صلاة: أشكرك يارب لأنك إله المحبة صانع العهد وحافظ العهد. ساعدني لكي أزداد في فهم أعماق ذبيحتك من أجلي بسبب تلك المحبة الصادقة الأبدية. أصلِّي في اسم يسوع. آمين.