عطية النعمة المجيدة – مايكل يوسف
أغسطس 1, 2018نقطة تحولك العظمى – ديفيد جريمايا
نوفمبر 21, 2018بدون هدف معين، تمسك بتلفونك المحمول للمرة المليون اليوم، تتفقد فقرات الفيسبوك وبعد عشرين دقيقة تسأل نفسك “عن ماذا كنت أبحث عن؟” وفى المساء تجلس مسترخيا امام التلفاز وبالرغم من علمك بأن عليك أن تخلد للنوم لتنال قدراً كافياً من النوم، إلا أنك تجد نفسك قد شاهدت ثلاث حلقات من هذا البرنامج الشهير (لكنك لم تشاهد أكثر من نصفها لأنك كنت تتصفح تليفونك المحمول) بينما يغريك نتفليكس لتشاهد الحلقة الرابعة “حسناً، حلقة أخرى واحدة!”
وقبل أن تشعر بالذنب على كل لحظة ترفيه استمتعت بها وقبل أن تصرف النظر عن الاستمرار في قراءة هذا المقال لتتجنب مشاعر الذنب، دعني أؤكد لك أن الترفيه في حد ذاته ليس خطية، فالكتاب المقدس مليء بالأمثلة لوسائل الترفيه المختلفة؛ فيسوع ذهب لحضور الحفلات واستمتع بألاكل والشرب، ويمتليء سفر المزامير بالموسيقى والرقص، كما أن بولس كان ملماً بالشعر والمسرح فى زمانه. ويؤكد بولس في رسالته الأولى لتيموثاوس 6: 17 أن الله “يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع”. هذا هو إلهنا الصالح والمحب وفوق كل شيء الذي فيه يكمن فرحنا الذي لا ينطق به. ولهذا يصرح ويستمنستر شورتر كاتشيسم “ما هوأهم عمل يقوم به الانسان؟ أن يمجد الله ويتمتع به للأبد.”
ولكن إن لم نكن حريصين يمكن أن تتحول هذه الأشياء الجيدة والممتعة إلى غاية وبذلك تتلخبط أولوياتنا وتصير مشوشة. والأسوء من ذلك هو أن هناك العديد من القوى التى تعمل ضدنا. فنحن لا نتحدى طبيعتنا الخاطئة فقط وقوى الشر غير المرئية وإنما أيضاً المؤسسات الاقتصادية التي تصارع لجذب اهتمامنا 24 ساعة في اليوم، 7 أيام فى الأسبوع.
في مقالتها “The Binge Breaker” التي ظهرت في الأطلسي، تلخص بيانكا بوسكر هذا الصراع من خلال كلمات تريستان هاريس، مؤسس حركة Time Well Spent: “قد تقول أن التحكم في استخدامي لوسائل الإعلام هو مسئوليتي ولكن يجب أيضاً أن ندرك أن مهمة الآلاف الذين يجلسون خلف الشاشات هو إلهائي عن هذه المسئولية.” لقد أدرك هاريس أن أكثر المواقع والتطبيقات نجاحًا هي تلك التي تلمس وتفهم أعمق احتياجات البشر.
تمجيد الله والتمتع به
لكن لا داعي للذعر. فعلى الرغم من أن العالم والشيطان يعملان على احتكار أفكارك وأسرك لكي تبقى منشغلاً برسالتهم، إلا أنك لست بمفردك في المعركة. نعم، القوى العاملة ضدك قوية، لكن لديك قوة أعظم تعيش في داخلك: يسوع المسيح (انظرأفسس 1: 18-20). إن دم المسيح يستطيع أن يكسر كل قيد وعبودية وإدمان يريد أن يستعبدك ويسعى لإهلاك -حتى وان كان هذا السيد هو الترفيه.
وبينما يحاول هذا الصنم أن يغويك لتصدق أن الحياة هي المتعة والمسرة، يبين لنا الكتاب المقدس أن الحياة هي أن نمجد الله ونتمتع به كسيد وآب ومخلص.
“قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله. فإن الخطية لن تسودكم، لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة… ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه: إما للخطية للموت أو للطاعة للبر، فشكرا لله، أنكم كنتم عبيدا للخطية، ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعلىم التي تسلمتموها وإذ أعتقتم من الخطية صرتم عبيدا للبر(رومية 6: 13-14؛ 16-18)
نعم قد تحررنا من عبودية الخطية، ولكننا ننسى أننا لا زلنا عبيداً بعد؛ عبيداً للبر. لذلك دعونا نستمتع بكل ما هو مبدع وخلاق وجميل ومثير للفكر بدلاً من تضييع الوقت في وسائل ترفيه غير ذات معنى. دعونا نقييم وسائل الترفيه فى ضوء الحق الكتابي وفقاً لكل ما هو طاهر ونبيل وصالح وبنّاء بدلاً من استخدام وسائل الترفيه كوسيلة للهروب من مشاكلنا أو تحويلها إلى عادة تفتقر إلى البركة. إن كل جانب من جوانب حياتنا، بما في ذلك وسائل الترفيه، لابد بل ويجب تقديمها إلى الله، تمامًا كما تخبرنا كلمته، ” فاذا كنتم تاكلون او تشربون او تفعلون شيئا، فافعلوا كل شيء لمجد الله.” (1كورنثوس 10: 31)
قد تظن أن وسائل الترفيه بهذا المعنى على وشك أن تصبح مملة ولكن هذا ما يريدك إبليس أن تظنه ولكن الحقيقة هي أن الفرح الذي لا ينطق به لا يوجد إلا في محضر الله، كما أن السعي نحو القداسة في كل جانب من جوانب حياتنا سوف يقودنا إلى السعادة الحقيقية. وعندما ندرك عظمة عطية البر فسوف ندمن القداسة.
تقييم وسائل الترفيه
فإن أردنا أن نسلك بالبر وأن نعيد تقييم وسائل الترفيه التي نستمتع بها، علينا أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة وأن نجيب عليها بصراحة بقوة الروح القدس. (انظر 2كورنثوس 3: 18؛ 1كورنثوس 2: 10-16؛ يوحنا 16 :13؛ غلاطية 5: 16-18)
1.هل تساعدني هذه الوسيلة الترفيهية على التمتع بعلاقة أعمق مع الرب؟ أم هل أستبدل الوقت الممتع الذي يمكن أن أقضيه مع الرب بساعة أو أكثر في مشاهدة اشياء بلا معنى؟
2. هل أستخدم هذا الوسيلة الترفيهة الترفيه كوسيلة لتخفيف التوتر أو الهروب من المشاكل بدلاً من العثور على الراحة في الرب وفي وعوده؟
3. هل تسيطر هذه الوسيلة الترفيهية على طريقة ترتيب أولويات حياتي وهل تأخذ مكان شيء أكثر أهمية؟
4. هل تساعدني هذه الوسيلة الترفيهية على تعميق شركتي مع جسد المؤمنين أم تقف عائقاً بيني وبينهم؟
وبمجرد أن تمتحن دوافع قلبك تجاه هذه الوسائل الترفيهية، سيكون عليك أن تتخذ بعض القرارات.
سواء كنت بحاجة إلى إجراء تغيير في نمط حياتك أو تأكدت من وسائل الترفيه التي تستمتع بها هي بحسب فكر الله، إليك بعض النصائح العملية التي من شأنها أن تحفظ قلبك وتثبت نظرك على الشخص الوحيد الذي وعد بفرح لا ينطق به.
# 1 انتبه. اعلم أن هناك منظمات ومؤسسات تعمل جاهدة على جذب انتباهك بالإضافة إلى قوى الشر الروحية وشهوات الجسد التي تسعى لإبعادك عن الله (انظر أفسس 2: 1-3).
علينا أن نتواضع وأن يكون لنا روح تمييز بحيث نعترف ونتوب عندما تختلط الأمور علينا فيرفعنا الله بمحبته وغفرانه.
2# اضبط نفسك. علينا أن نُحصن أنفسنا ضد طبيعة وسائل الإعلام الحديثة المُشجعة على إدمانها، فهواتفنا الذكية يصعب التحكم فيها عندما يتعلق الأمر بالتشويش: وذلك بالإشعارات والتنبيهات التي تلاحقنا وتعرقل تركيزنا وتشوش أذهاننا التي نحتاجها لتمجيد الله. وللتغلب على التطبيقات الملونة التي صممت لتجذب انتباهنا، إليك بعض النصائح:
1. قم بإيقاف الإخطارات على هاتفك.
2. للحد من ظهور التطبيقات على هاتفك الذكي –وبالأخص تلك التي ترسل لك الإشعارات- قم بوضعها في ملف للحد من الفوضى (إذا وجدت صعوبة في العثور على التطبيقات باستخدام هذه الطريقة، يمكنك استخدام خاصية البحث والتي قد تستغرق منك بعض الوقت ولكنها ستجعل بحثك عن هذا التطبيق متعمداً).
3. نشجعك على استخدام التطبيقات التي تنبهك لطول مدى استخدامك للتليفون وعدد مرات استخدامك له مثل Checky أوMoment.
4. احتفظ بهاتفك بعيدًا عنك أوضعه جانباً بحيث تكون الشاشة لأسفل في أثناء حوارك مع آخرين.
يحتوي هاتفك على خيار “عدم الإزعاج” – استخدمه.
3# حدد بعض العادات الصحية لاستخدامك لوسائل الترفيه. حدد الهدف الذي تريد الوصول إليه من خلال استخدامك لوسائع المتعة المتنوعة التي وفرها لك الرب في حياتك؟ لتكن كلمة الله مرشداً لك واسمح للرب أن يقودك في الطريقة التي يجب أن تقضي بها وقتك. استخدم المنبه لتنبيهك بالوقت الذي قضيته في مشاهدة أحدث إصدارات نت فليكس.
وعندما تكون قد فكرت في هدفك من وسائل الترفيه وأولويتها في حياتك، شارك الأمر مع مؤمنين آخرين يمكن أن يحاسبوك بحيث يمكنكم معاً طلب وجه الرب وبره في كل شيء لأنه الطريق المؤكد إلى الفرح (انظر مزامير1: 1-3).
4# ابحث عن الشبع والهوية والانتماء والقبول في المسيح وحده. وعندما تترسخ هويتنا وتتأسس على كوننا أبناء لله، ستكون لنا النصرة على كل وسيلة يحاول من خلالها عدو الخير أن يأسرنا ويبعدنا عن نور المسيح.
كلما شبعت بالرب، كلما سلكت بحريه في هذا العالم وكلما استمتعت بالإنجيل، كلما أسرعت في إسكات إدانة العدو( انظر رومية 8:1؛ يوحنا 3: 16-18).
وكلما كنت أكثر تركيزًا على مخلصك، كلما صار من السهل عليك أن تحتفظ بأولوياتك في ترتيبها الصحيح ليس لأنك مجبر(على الرغم من أن الله يدعونا إلى الطاعة)، ولكن لأنه أمر مُسر لقلبك.
الابتهاج بالرب
ليعطينا الله الحكمة والفطنة لكي نستمتع بوسائل الترفيه التي تقربنا منه، لأن فيه وحده نجد فرحاً لا ينطق به.