في انتظار المدينة الأبدية
سبتمبر 19, 2024لستم بلا رجاء
سبتمبر 21, 2024لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ (عبرانيين 12: 1-2)
إن محور كل إنجيل زائف هو نحن، وآرائنا السياسية، وسعادتنا، وأعمالنا الصالحة، وتفسيرنا الخاص لكلمة الله، وخبراتنا الشخصية. أما إنجيل يسوع المسيح، فمحوره هو يسوع – موته، ودفنه، وقيامته. كل الأناجيل الزائفة يكون محورها الإنسان، أما الإنجيل الحقيقي الوحيد فمحوره هو المسيح. حتى رجاء السماء لا يرتكز كثيرًا علينا وعلى تمتعنا بالسماء، بل على حقيقة أننا سنكون هناك مع المسيح
لماذا غاب الرجاء الأبدي عن نظر الكثير من المؤمنين؟ لماذا يرفع الكثير من المؤمنين نظرهم عن جائزة مسكنهم السماوي، مدينة الله؟ أعتقد أننا نغفل مسكننا الأبدي لخمسة أسباب
أولاً، لأن لدينا تصور خاطئ عن السماء. هناك العديد من الصور المشوهة للسماء في ثقافتنا، مما يجعلنا لا نشتاق إلى المدينة السماوية الرائعة التي أعدها لنا يسوع
ثانيًا، لأن ضغوط الحياة تحجب رؤيتنا. يمكن لمشاكل حياتنا اليومية أن تسلبنا تركيزنا على السماء
ثالثًا، لأن إغراءات هذه الحياة تعمي عيوننا عن حقيقة السماء غير المرئية. بسبب طبيعتنا، فإن الأشياء التي نراها بأعيننا هي التي تلفت انتباهنا؛ فيجتذب العالم المرئي أفكارنا وعواطفنا، وكما يُقال فإن “البعيد عن العين بعيد عن القلب”
رابعًا، إن الطبيعة الماديَّة للكنيسة تُشوّش على طريقة تفكيرنا في السماء. كان لمؤمني الكنيسة الأولى أهداف بسيطة للغاية، فقد كانوا يعيشون حياتهم لتمجيد الله ونشر بشارة يسوع المسيح في كل مكان، ولم يكن لديهم خطط خاصة لحياتهم في العالم، بل كانوا يخططون للأبدية
خامسًا، التعاليم الكاذبة تجعل منَّا جَهَلة ومخدوعين. لقد توقَّف العديد من رعاة الكنائس عن الوعظ عن السماء والجحيم، وأصبح تركيزهم على الموضوعات الشائعة مثل الحياة الناجحة، وتحسين علاقاتك، واحترام الذات، وغيرها من الموضوعات التي تركز على الإنسان
يجب أن ندع الإنجيل الحقيقي يحدد نظرتنا إلى السماء، فيفيض فرحنا إذ نتطلَّع إلى الوعد الرائع بالأبدية مع المسيح
صلاة: يا رب، أريد أن يكون تركيزي على موضوع إيماني: مخلصي وربّي، يسوع المسيح، وأريد أن أفرح بوعد الأبدية مع من يحبه قلبي. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين