لماذا نقول ‘‘ميلاد مجيد’’؟
يناير 7, 2022الفقراء بالروح
يناير 10, 2022نحن نشهد اليوم وقوع أحداث على نطاق عالمي لم نعهدها من قبل في حياتنا، ومنها الضغط الهائل والمتزايد على المؤمنين، والصراعات السياسيَّة، والصعوبات، والأمراض، لكن في خضم الفوضى المحيطة بنا، أؤمن من كلّ قلبي بأنَّ الله يريد أن يصنع معنا العظائم. يحدث هذا عندما يبلغ شعب الله مستوى الاعتماد التام عليه، ويصرخ: ‘‘يا رب ، ليس لي سواك’’.
إذا كنتُ قد تعلَّمتُ شيئًا في خلال 55 سنة من السلوك مع الرب، فهو أنَّه لا يتعب أبدًا منَّا عندما نلجأ إليه طلبًا للمساعدة. ففي مسيرتي الطويلة معه التي تخلَّلتها عثرات وفشل وتعلُّم وغوص في معرفته، لم يقل لي يومًا: ‘‘يا مايكل، هذه المرَّة المليون التي تأتي فيها إليّ!’’ بل على العكس، فالله ينتظر بشوق أن يأتي إليه أبناؤه بقلب تائب، وهذا يضمن لنا راحة كبيرة في أوقات الخوف والفشل.
قال لي مرشدي الروحي ذات مرَّة: ‘‘لم يدوِّن الله اسمك بقلم رصاص في سفر الحياة وهو يراقبك من السماء لكي يمحوه في كل مرَّة ترتكب الأخطاء. فالله تبنَّاك لكي تبقى ابنه إلى الأبد’’. لذا، قال الرسول بولس: ‘‘فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لَا مَوْتَ وَلَا حَيَاةَ… وَلَا خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا’’ (رومية 8: 38-39). يا له من إعلان مطمئن!
يجب علينا، في هذه الأوقات الصعبة، أن ننمِّي عادة اللجوء يوميُّا إلى المسيح، والرجوع عن خطايانا، والخضوع له، والسماح له بالتربُّع على عرش قلوبنا. عندما كنت أقع في الفشل أو العصيان لله في بداية إيماني، كنت أنتظر يومًا أو يومين قبل اللجوء إليه، أمَّا الآن، وبعد مرور سنوات طويلة على سلوكي مع الرب، فصرت أحسم الأمور على الفور! وما إن أتفوَّه بكلمة لا ترضيه، أتوقَّف في الحال وأصلِّي قائلًا: ‘‘يا رب، أنا نادم، اغفر لي، فلا يجوز أن تخرج هذه الكلمة من فم خادم الله الحيّ’’. فلقد قال كاتب المزمور: ‘‘إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لَا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّب’’ (مزمور 66: 18). إذا أردتَ أن يصنع الله عملًا عظيمًا في حياتك، سارِع إلى التوبة عندما تخطئ وتقدَّم دائمًا بثقة أمام عرش النعمة.
وعندما تحتاج إلى غفران، الجأ إليه، وعندما تنقصك القوَّة، الجأ إليه، وعندما تعوزك الحكمة، الجأ إليه، فكلَّما ازداد العالم ظلمة، تعاظم عمل الله فينا، فاتَّكل عليه واستسلم له الآن.
وإذا كنتَ قد تركتَ عادة اللجوء إلى عرش النعمة، اقترب إليه اليوم ولا تؤجِّل، وستكتشف أنَّه واقف على باب قلبك يقرع في انتظار أن تفتح له لكي يباركك ويشجِّعك ويجعلك بركة للآخرين.
صلِّ معي الآن: ‘‘أيُّها الرب يسوع المسيح، أريد السلوك معك وخدمتك من كلّ قلبي. أنا أرى أنّ يوم عودتك قريب، فالعلامات باتت واضحة. فاعمل فيّ واسكن في قلبي وساعدني لكي أخدمك وأسلك في قوَّتك أنت وليس قوَّتي الخاصَّة’’.