عِش للمسيح
أبريل 27, 2025
الكلمات الأخيرة
أبريل 29, 2025
عِش للمسيح
أبريل 27, 2025
الكلمات الأخيرة
أبريل 29, 2025
Show all

الحاجة إلى الآخرين

“وَلْنُلَاحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَة” (عبرانيين 10:  24)

نجد آخر كلمات كتبها الرسول بولس في نهاية رسالة تيموثاوس الثانية، وربَّما هو كتبها قبل أيام قليلة من إعدامه. ومع ذلك، لا نجد في الرسالة أي نوع من المرارة أو الندم، بل هو قال، “جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ’’

 (2 تيموثاوس 4: 7).

لا يعني هذا أنَّ بولس لم يختبر الحزن في أيامه الأخيرة، فلقد أحزنته وحدته في السجن وابتعاده عن معظم أصدقائه، واحتاج إلى تشجيع.

في المقطع الأخير، طلبَ من تيموثاوس مرَّتين أن يزوره. قال له، “بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعًا… لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لِأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ’’ (2 تيموثاوس 4: 9، 11). وقال له في الجمل القليلة الأخيرة، “بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ ٱلشِّتَاءِ‘‘ (2 تيموثاوس 4: 21).

كان بولس صريحًا بما يكفي للاعتراف بحاجته إلى الدعم. نحتاج جميعًا إلى الشركة والصداقة مع مؤمنين آخرين، ولكن في بعض الأحيان نعطي مكانًا للكبرياء في قلوبنا، فلا نعترف بحاجتنا إلى أشخاص آخرين، ولا نُقِرّ بأنَّنا لسنا أقوياء كفاية للتعامل مع كلّ الأمور بمفردنا. فربَّما نعتقد أنَّ الاعتراف بالشعور بالوحدة يبيِّن أنَّنا ضعفاء أو غير روحيِّين.

لكنَّ الكتاب المقدَّس يقول، ‘وَلْنُلَاحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ،  غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْرُبُ (عبرانيين 10: 24-25).

نحن نحتاج إلى مؤمنين آخرين، ليس بهدف الشركة فحسب، بل أيضًا من أجل الحصول على دعم روحي بينما نعمل معًا من أجل امتداد ملكوت الله.

صلاة: أبي السماوي، أحيانًا يمنعني كبريائي من طلب المساعدة من مؤمنين آخرين للحصول على التشجيع الذي أحتاج إليه. ساعدني على الاعتراف بحاجتي إلى الدعم. يا رب، أرسل إلى حياتي أصدقاء أتقياء لكي يبني ويشدّد واحدنا الآخر بينما نركض معًا في السباق الذي وضعتَه أمامَنا. أصلِّي باسم يسوع. آمين.