وسط العاصفة
أكتوبر 18, 2024خطة الله لخلاص البشرية
أكتوبر 20, 2024“لِأَنَّنَا وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي ٱلْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ ٱلْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلُوٍّ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ” (2 كورنثوس 10: 3-5)
إن مخاوفنا وقلقنا وآلامنا حقيقية جدًّا، لكن إذا حصرنا تركيزنا بهذه المشاكل الأرضية دون سواها، فسرعان ما يصبح العالم الروحي ضبابيًا وغير واقعيّ بالنسبة إلينا، فنحول أنظارنا من على الله، ونقع في التشاؤم والاكتئاب، ونفقد الفرح والإثارة في الحياة. إذا حصرنا تفكيرنا بهذا العالم، فهو يسحقنا ويردّنا إلى التراب الذي خُلقنا منه.
مهما كانت ظروفنا صعبة أو غير عادلة، يمكننا ممارسة إرادتنا الحرة واختيار تسبيح الله بدلاً من تجاهله. نرى في سفر المزامير أنَّ للتسبيح بُعدًا عاطفيًّا قويًّا، لكنَّه غير مقاد بالمشاعر، بل بإرادتنا. لذا، لا يجوز أن نقول أبدًا، “أفضِّل الانتظار لأسبّح الله عندما أشعر حقًا بالرغبة في ذلك”. لكنْ علينا أن نسبِّح الله في الظروف كافَّة، في الهزيمة كما في النُّصرة، وفي العوز كما في الوفرة.
في الواقع، الأوقات التي لا نشعر فيها بالرغبة في تسبيح الله، هي الأوقات التي ينبغي أن نسبِّحه فيها أكثر من أي وقت مضى. عندما تشعر بالإحباط، سبِّح الله. عندما تشعر بالهزيمة أو بالعجز عن التخلُّص من عاداتك السيئة، سبِّح الله. عندما يبدو وكأنّ العلاقات الأغلى على قلبك تنهار، سبِّح الله.
لماذا أقول هذه الأمور؟ لأن التسبيح يتعلق بما يريد الله منا أن نفعله وليس بقوة الظروف المحيطة بنا. عندما ترفع نظرك عن مشكلتك وتثبِّته على الله، عندئذٍ تعود إلى التركيز مجدَّدًا على ما فعله الله وما يفعله وما سيفعله من أجلك، وليس على ما فعله الإنسان بك. هنا، يبدأ الله بالعمل في حياتك ليساعدك على النمو نموًّا حقيقيًّا.
الحقيقة من منظور المؤمن هي أن هذا العالم الملموس والماديّ ليس العالم “الحقيقي”، فالعالم الحقيقي بالنسبة إلينا هو موطننا النهائي، إنَّه العالم السماوي الروحي حيث يخترق حضور الله الغلاف الجوي. عندما ننظر إلى حياتنا الآن على ضوء هذه الحقيقة النهائيّة المطلقة، عندئذٍ، تبدأ الأمور بالتغيُّر، فيتجذَّر الإيمان والرجاء فينا ويزدهران، وينمو الفرح والسلام في قلوبنا.
صلاة: يا رب، أختار أن أسبّحك وأخدمك طيلة حياتي على الأرض وفي الأبدية. أنت أعظم من ظروفي. ساعدني على رؤية العالم الروحي من حولي حتى يصبح حضورك حقيقةً في حياتي. أصلِّي باسم يسوع. آمين.