ملك المجد
أبريل 19, 2025صلاح ليس منَّا
أبريل 21, 2025“لِأَنَّ أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ ٱللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رومية 6: 23)
اقرأ رومية 6: 19-23
لقد ورثت كلُّ نفس بشريَّة دَينًا روحيًا من آبائنا الأوليَّن، وهو دَين راسخ في جيناتنا، وفي حمضنا النوويّ، وقد ورثنا جميعًا حكم الموت الأبدي، وهو عقاب عادل لأنَّنا تمرَّدنا على إلهنا القدوس، وأجرة الخطيَّة هي موت (رومية 6: 23). لو كانت هذه نهاية القصة، لكنتُ الآن مكتئبًا ويائسًا، لكنّي أشكر الله لأنَّ القصَّة لم تنتهِ هنا، فبالرغم من عجزنا عن تسديد الدَّين بأعمالنا الصالحة، وسلوكنا المستقيم، وجهودنا الكبيرة، أرسل الله ابنه ليموت عنَّا. على الصليب، سفك يسوع دمه لفداء كلّ من يأتي إليه بتوبة وإيمان.
لم يُرغم أحد يسوع على الذهاب إلى الجلجثة؛ لا يهوذا من أجل المال، ولا الكهنة بسبب الحَسَد، ولا بيلاطس بسبب الجُبن. الله الآب هو مَن أرسله بدافع محبَّته العظيمة لنا. لقد ذهب يسوع طوعًا إلى الصليب بدافع محبته الكبيرة لكَ ولي، محبَّته لكلِّ مَن يدعو باسم المخلص والرب الوحيد. فابن الله الكامل الذي لم يعرف خطيَّة قادر وحده أن يفتدي البشر الآثمين. فهو كان بلا خطيَّة في طبيعته وشخصيته وسلوكه.
على الصليب، كفَّر يسوع عن خطايانا، وأرضى عدل الله الآب (إشعياء 53: 5؛ 1 بطرس 2: 24). الله إله بار وقدوس وكامل، وهو يريد من خليقته أن تسلك بالكمال، لكنْ ليس أحد كاملًا في طاعته، لذا، يترتَّبُ علينا دَينٌ روحيٌّ نعجز عن دفعه، والنتيجة الطبيعية لعجزنا عن سداد هذا الدين الروحي هي الدينونة والغضب.
يتجنَّب الوعاظ التحدُّث عن غضب الله لئلَّا يعتقد الناس أنَّه إلَهٌ لا يضبط نفسه وأنَّه خبيث وانتقاميّ، لكنَّ غضب الله ليس انتقاميًا أبدًا ويمكن التنبؤ به دائمًا، وما يُثير هذا الغضب هو شرُّ الإنسان. يطالب غضب الله بإدانة الخطيَّة وإحقاق العدل، لكنَّ محبَّته أرضَتْ هذا العدل من خلال عطية يسوع، وأوجدت وسيلة للتكفير عن الخطيَّة من خلال النعمة المجانية لكلِّ مَن يقبلها بالإيمان.
في الجلجثة، أرضى يسوع عدل الله وافتدانا من عبوديَّتنا الخطيَّة. كلُّ واحد منَّا وُلِدَ عبدًا للخطيَّة، وهو يحتاج إلى التحرُّر من هذه العبوديَّة. والفداء من خلال الصليب يعني أنّه يمكنك التحرُّر من الخطيَّة إذا طلبتَ ذلك. فيسوع حطَّم سلاسل الخطيَّة وأعطانا الحريَّة لنقرِّر ألَّا نخطئ. أصلِّي أن نسلك في الحرية التي ضمنها لنا المسيح بدمه الثمين.
صلاة: يا يسوع، أشكرك لأنَّك دفعت دَيني الروحي الرهيب على الصليب وحرَّرتني من الخطيَّة. شدِّدني بروحك لأحيا بالبرّ لك ولمجدك. أصلّي باسم يسوع. آمين.