حياة مباركة حقًّا
أغسطس 3, 2024
نتمجَّد في الرب
أغسطس 5, 2024
حياة مباركة حقًّا
أغسطس 3, 2024
نتمجَّد في الرب
أغسطس 5, 2024
Show all

الله جالس على العرش

فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا ٱلْمَلِكِ، رَأَيْتُ ٱلسَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ ٱلْهَيْكَلَ (إشعياء 6: 1)

عندما يحيط بنا القلق والريبة من كلِّ صوب، يبقى الله ممسكًا بزمام الأمور

اقرأوا إشعياء 6: 1-7

يشكِّل تراجع الإيمان المسيحي الحقيقي في أميركا إحدى المسائل الأكثر إلحاحًا ، فلقد أدَّى فقدان الإيمان إلى تفريغ مجتمعنا من الداخل، وكما قال صاحب المزمور، إِذَا ٱنْقَلَبَتِ ٱلْأَعْمِدَةُ، فَٱلصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ؟ (مزمور 11: 3). هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثير من المؤمنين اليوم

لكن بالرغم من ذلك، لديَّ رجاء مبني على أساس وعود الله الثابتة والراسخة. وكما ذكرتُ سابقًا، من الضروري في مثل هذه الأوقات، ولا أقصد القول إنَّه من المستحسن، أو من المقترح، أو من المفضَّل، بل من الضروري أن نلجأ إلى كلمة الله ونتعلَّم من أنبيائه

عاشت أمَّة يهوذا فترة من القلق والريبة في أيَّام إشعياء، وقد جاء في سفر إشعياء 6: 1، فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا ٱلْمَلِكِ، رَأَيْتُ ٱلسَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ ٱلْهَيْكَلَ. يتجاوز كثيرون هذه الكلمات الافتتاحيَّة ولا يعيرونها أهميَّة، لكنَّ الله لم يقصد إطلاعنا ببساطة على تاريخ وفاة عزيَّا الملك من خلال هذه الآية، فهو ذكَرَ هذه المعلومة لإخبارنا أنَّ شعب يهوذا كان يمرُّ في مرحلة انتقاليَّة

صُعِقَت الأمَّة بوفاة عزيَّا، فبالرغم من أنَّ هذا الأخير لم يكن رجلًا مثاليًّا، إلَّا أنَّه كان ملكًا صالحًا أفضل من سَلَفِهِ وخَلَفِهِ، وهو حَكَم الأمَّة لمدَّة 52 عامًا، وكان مصدر رجاء للشعب، لكن بعد وفاته، راح الناس يتساءلون، ماذا يجب أن نفعل الآن؟

لا بدَّ أن إشعياء طرح السؤال نفسه أيضًا، لكنَّه رأى الربَّ بأمِّ عينيه جالسًا على عرش مجده. الرسالة التي نستخلصها من هذه الآية هي الآتية: أيًّا يكُن الجالسون على عروش هذا العالم، إن ملك الملوك الحقيقي يسود في السماء من فوق. وفي خضمِّ القلق والريبة والخوف، منح الله إشعياء رؤية متجددة للواقع

لقد رأى إشعياء السيد الربَّ جالسًا على عرشه ضمن مشهد رائع، لكنَّه لم يختبر أبدًا قوة يسوع القائم من بين الأموات وقدرته. إنَّ ملكنا الذي تعرَّض للسخرية والجَلد، والذي صُلِب ودُفِن، قام ظافرًا في اليوم الثالث. إنَّ ملكنا، الذي كان منبوذًا ومرذولًا، والذي لم يكن لديه مكان يسند فيه رأسه، يتسلَّط الآن على الكون كلِّه. لذا، يمكننا الاعتماد عليه الآن، أيًّا تكن المعرقلات التي تعترض طريقنا

صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك لا تتغيَّر أبدًا. أنت لي مرساة ثابتة ومؤتمنة. أنا أثق بمحبَّتك ووعودك حتَّى عندما تبدو ظروفي قاتمة. أصلِّي باسم يسوع. آمين