المحبَّة العاملة
مارس 29, 2022ألقاب المسيح
مارس 31, 2022‘‘لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ’’ (1 كورنثوس 16: 14).
الأصحاح 13 من رسالة كورنثوس هو أحد أكثر المقاطع شهرة في الكتاب المقدَّس، وغالبًا ما يتم الاقتباس منه لكن نادرًا ما يتمّ فهمه، وتتم قراءته بصورة روتينيَّة في الأعراس، لكن سرعان ما يتم نسيانه.
إنَّ المحبَّة التي تجسِّدها أفلام هوليوود هي محبَّة رومنسيَّة مليئة بالأحاسيس، ويتحدَّث الأصدقاء عن المشاعر الدافئة التي تجمعهم، لكنَّ نوع المحبَّة الذي يصفه الرسول بولس في هذا المقطع أعظم بكثير من أي محبَّة مبنية على أساس المشاعر.
والمحبَّة ‘‘أغابي’’ هي المحبّة التي تعطي ذاتها وتضحي بذاتها، وهي لا تتمحور حول شعورنا حيال الآخر، بل حول بذل أنفسنا بمحبَّة، ولا مكان فيها للكبرياء أو الغطرسة أو الغرور أو الشهوات الأنانيَّة.
وبدون هذا النوع من المحبة، يبقى أي إنجاز أو نشاط أو علاقة في حياتنا عديم الجدوى. ويصف الرسول بولس عبثية الأعمال الخالية من المحبَّة كالآتي:
‘‘إنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ ٱلنَّاسِ وَٱلْمَلَائِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ ٱلْأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ ٱلْإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ ٱلْجِبَالَ، وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَا أَنْتَفِعُ شَيْئًا.’’ (1 كورنثوس 13: 1-3)
لا جدوى من إعلان حقّ الله بدون محبَّة، ولا قيمة للمعرفة الواسعة بدون محبَّة، وأي عمل نقوم به، حتَّى لو كان باسم الله، عديم الجدوى إذا لم يكن موجَّهًا بالمحبَّة ‘‘أغابي’’. ‘‘لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ’’ (1 كورنثوس 16: 14).
صلاة: يا رب، أصلي أن تكون المحبَّة ‘‘أغابي’’ الدافع وراء كلّ عمل أقوم به. أصلِّي باسم يسوع. آمين.