الهدف من التشدُّد بالروح القدس

الامتلاء اليومي لإعطاء ثمر
سبتمبر 18, 2021
فهم المواهب الروحيَّة
سبتمبر 20, 2021
الامتلاء اليومي لإعطاء ثمر
سبتمبر 18, 2021
فهم المواهب الروحيَّة
سبتمبر 20, 2021
Show all

الهدف من التشدُّد بالروح القدس

‘‘وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ ٱلرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ’’ (1 كورنثوس 12: 7)

ليست مواهب الروح القدس المذكورة في الأصحاح 12 من رسالة كورنثوس الأولى مجرَّد مواهب بشرية، حتَّى إنَّها قد لا ترضينا، أو تناسب شخصيَّاتنا. فهذه المواهب التي منحنا إيَّاها الله مجَّانًا، آتية من عند الله من أجل تحقيق مقاصده الإلهيةَّ. فلقد جاء في رسالة كورنثوس الأولى 12: 7: ‘‘وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ ٱلرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ’’. وهكذا، يمنح الله هذه المواهب الروحيَّة لأبنائه لهدف، وهو بنيان الكنيسة.

إذًا، هدف الله من منحنا مواهب روحيَّة هو بنيان جسد المسيح. وليست هذه المواهب معطاة لتزيدنا افتخارًا بأنفسنا أو لتحقيق مصلحتنا الخاصَّة، وإنَّما لخدمة الآخرين. فلقد منحنا إيَّاها الله لكي يشجِّع واحدنا الآخر ويباركه ويخدمه ويحبَّه ويحفِّزه ويبنيه (غلاطية 5: 13، 1 تسالونيكي 5: 11، 1 بطرس 1: 22). فالله يريد لكلّ مؤمن أن يشارك بفعاليَّة في كنيسته من خلال استخدام هذه المواهب.

في الأصحاح 13 من رسالة كورنثوس الأولى، يقول الرسول بولس إنَّ استخدام المواهب الروحيَّة بدون محبَّة غير مجدٍ. فبدون ثمر الروح القدس، لا ننجح في بنيان جسد المسيح من خلال استخدام المواهب الروحيَّة. لكن عندما نمارس مواهبنا بمحبَّة، يتبارك الجسد بكامله.

يستحيل على الكنيسة أن تسلك وفق مشيئة الله إلَّا إذا مارس كلّ مؤمن المواهب التي تسلَّمها من الله بتواضع ومحبَّة وطاعة لله. وهكذا، عندما يتألَّم شخص في جسد المسيح، يأتي الآخر لتعزيته، وعندما يتبارك، يفرح الآخر لأجله.

عندما يسلك جسد المسيح وفق مشيئة الله ويحمل ثمر الروح القدس ويمارس مواهبه، تصبح الكنيسة قادرة على إنجاز المهمَّة الموكلة إليها من الله، وهي إظهار المسيح للعالم. إذًا، يوجد هدف أسمى من بنيان جسد المسيح، وهو تحقيق المأموريَّة العظمى. وعندما يشدِّد الروح القدس المؤمنين في جسد المسيح، ويمنحهم قلبًا مفعمًا بالمحبَّة والرأفة، فإنَّهم يربحون النفوس الضالَّة للمسيح ويضمُّها الله إلى عائلته إلى الأبد. فمن خلال الروح القدس العامل فينا، نستطيع أن نحبّ الله حقًّا، وأن نحبّ كنيسته حقًّا، وأن نحبّ العالم حقًّا، متمِّمين بذلك المهمَّة التي أوكلنا بها المسيح.

صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك منحتني مواهب خاصَّة لأجل بنيان جسد المسيح والإضاءة بنور محبَّتك للتائهين في الظلمة. أصلِّي أن يحثَّني روحك القدوس على محبَّة الآخرين، فأستخدم مواهبي لكي أعطي المجد لاسمك، وأقود النفوس إلى الخلاص في المسيح. أصلّي باسم يسوع. آمين.