انتبهوا إلى تحذيرات يسوع

ثِقوا باسم الرب
فبراير 13, 2023
فليكن الحق نورًا لكم
فبراير 15, 2023
ثِقوا باسم الرب
فبراير 13, 2023
فليكن الحق نورًا لكم
فبراير 15, 2023
Show all

انتبهوا إلى تحذيرات يسوع

فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلَامِيذِهِ: مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي ٱلْأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللهِ! (مرقس 10: 23)

اقرأوا مرقس 10: 17- 31

عندما نفكِّر في الريبة التي تجتاح العالم، وفي التقلُّبات الاقتصاديَّة المتفاقمة، وفي تيار السلبيَّة المحيط بنا، قد نميل إلى أن نحسد الأغنياء، فهم لا يتأثَّرون بارتفاع الأسعار وتقلُّبات سوق العمل لأنهم يملكون احتياطيًا من الأموال والموارد في حال آلت أمور الحياة نحو الأسوأ، كما أنَّ كثيرين بينهم يتمتعون بعلاقات تضمن لهم الوصول إلى ضروريات الحياة في حال وجود نقص

لا يوجد أي خطب في امتلاك الثروات، فالكثير من أبطال الإيمان كانوا أثرياء، ومنهم ابراهيم وداود ودانيال. لا يدين الكتاب المقدس الأثرياء لكنَّ كلمة الله تدين مَن يضع رجاءه وثقته في ثروته. فعندما ينسى المرء الله الذي باركه بسبب غروره وتعجرفه، عندئذٍ، يصبح جدار أمانه أقل حصانةً

لقد حذَّر يسوع الناس، في خلال خدمته الأرضيَّة، من خطر وضع رجائهم في أموالهم ومقتنياتهم، ونقرأ في إنجيل مرقس 10 أنَّ شابًا غنيًّا ركض إليه وأراد أن يتبعه، لكنَّه كان قد وضع ثقته في ثروته، فنظر إليه يسوع وأحبَّه وقال له، ‘‘اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ ٱلْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي’’ (آية 21)

كان هذا الشاب محتاجًا بالرغم من امتلاكه ثروة طائلة، ومضطربًا بالرغم من كثرة مواردة، وضالًّا بالرغم من امتلاء خزينته، لكنَّه لم يستطع تحويل ثقته بمقتنياته إلى ثقة بيسوع. لذا، عندما علم بما أراد يسوع منه فعله، ‘‘ٱغْتَمَّ عَلَى ٱلْقَوْلِ وَمَضَى حَزِينًا’’ (آية 22). قدَّم له يسوع الثروة الحقيقيَّة والأمان الحقيقي والخلاص الحقيقي، لكنَّه خسر أعظم عرض في حياته لأنَّ ثروته كانت قد استحوذت على قلبه

وفي مناسبة أخرى، ضرب يسوع مَثَلَ الإنسان الغني الذي ازدادت ثروته كثيرًا فقرَّر بناء مخازن أكبر تتَّسع للبركة الوافرة التي وهبه إيَّاها الله. قال، ‘‘سأوسِّع مشاريعي’’، ولا يوجد أي سوء في ذلك. قال، ‘‘سأخطِّط لأصبح أغنى من أي وقت مضى’’، ولا بأس في ذلك. قال، ‘‘سأبني منزلًا في أريحا لفصل الصيف وآخر في النجف لفصل الشتاء’’، ولا مشكلة في ذلك أيضًا. لكنَّه قال لنفسه بعد ذلك، ‘‘يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَٱشْرَبِي وَٱفْرَحِي!’’ (لوقا 12: 19). هذه مشكلة. انشغل هذا الرجل الغني كثيرًا بحياته على الأرض لدرجة أنَّه أهمل التخطيط للأبدية، وفي تلك الليلة نفسها، مات، ولم يكن مستعدًّا للقاء الرب

يا صديقي، لا ترتكب هذا الخطأ! لا تثق إلَّا بيسوع المسيح، فهو الملجأ الوحيد الذي لا تهدمه العاصفة، وكلُّ من يركض إليه يجد الأمان، ففي الركود أو عدمه، هو في أمان، وسواء انخفض نشاط السوق أو ارتفع، هو في أمان، وسواء عرف الاقتصاد ازدهارًا أو إفلاسًا، هو في أمان، وسواء ساد السلام أو الاضطراب في العالم، هو في أمان. في الحياة أو الموت، هو في أمان

ولا تنسوا أبدًا: إذا كان يسوع معكم، فأنتم تملكون كلَّ ما تحتاجون إليه

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنّي أملك كلَّ شيء في المسيح (1 كورنثوس 3: 21-22)، ولأنَّك جعلتني وارثًا مع المسيح. ها أنا آتي أمامك بقلب متواضع وأشكرك من أجل إحساناتك. ساعدني على المضي قدمًا في الحياة، أيًّا تكن الظروف التي تعمل لأجل خيري، في الغنى أو في العوز، متذكِّرًا رجاء المجد الذي لي اليوم. أصلِّي باسم يسوع. آمين