قبل السقوط كبرياء
أكتوبر 23, 2020هوية أبدية
أكتوبر 25, 2020“وَنَحْنُ جَمِيعًا، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ” (2كورنثوس 3: 18).
إن أوضح الصور لتغيير هوية إنسان في الكتاب المقدس نجدها في حياة الرسول بطرس. قبل أن يعرف المسيح، كان أمان بطرس في كفائته واعتماده على نفسه. كانت شجاعته ومهنته كصياد خبير في بحيرة طبرية هما مصدر ثقته – بل هويته ذاتها. لذلك حَرِص يسوع على تقديس بطرس في هذين الأمرين في حياته.
اقرأ لوقا ٥: ١- ١١ . في هذه الفقرة، جعل يسوع بطرس يتضع بسبب الصيد المعجزي الذي أظهر سلطان يسوع، وأزال أي تفاخُر يمكن أن يكون لدى بطرس لخبرته كصياد سمك. لم يكن هناك أي
مَكر بأفعال يسوع؛ لكنه كان يُعِد بطرس، كما يُعِدك أنت، لعمل أشياء عظيمة من أجله. لقد جعل بطرس يتضع عند بحيرة طبرية – مصدر أمانه الزائف – لكي يجد أمانه الأبدي في كونه ابن للملك.
وبمرور الوقت، بدأ بطرس يضع ثقته في كفاية المسيح بدلاً من ذاته. عندما دعا يسوع بطرس للخروج من القارب إلى الماء، آمن بطرس أنه لو أمره الرب، يمكنه فعل ذلك. وعلى الرغم من أنه فقد تركيزه على المسيح وبدأ في الغرق، فقد أظهرت هذه اللحظة مدى نمو إيمان بطرس وثقته بيسوع.
عرف يسوع أن شجاعة بطرس ستفشل لمرة أخيرة، فقد كان يعلم، كما قال لبطرس، أنه “الْيَوْمَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ” (متى 26: 34). لكن حتى بعد هذه الخيانة، ردَّ يسوع بطرس. كان بطرس جالسًا عند بحيرة طبرية، حيث كانت هويته قبلًا، فسأله يسوع: “يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟” كان رد بطرس القديم سيكون: “يارب، أنا أحبك. سأموت من أجلك!” لكن بطرس الجديد الذي تغيَّر أجاب بإتضاع قائلًا: “يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ” (يوحنا 21: 17).
سوف يجردنا يسوع من هويتنا الأرضية حتى يتمكن من استبدالها بشيء أعظم. ربما لا يزال الكثيرون منا الآن في منتصف قصص التغيير الخاصة بهم، لكن تشجَّعوا، فبنهاية قصة بطرس نجده قد استبدل الإستقلالية بالاعتماد على يسوع، والشجاعة الزائفة بالثقة، والثقة بالنفس بالإتكال على المسيح. وفي يوم الخمسين، كان بطرس الجديد هو الذي كرز للجموع وشهد 3000 شخص يقدمون حياتهم للمسيح.
صلاة: أشكرك يارب من أجل عملك الصبور لتغيير حياتي. ساعدني كي أتغلب على عدم إيماني الذي يمنعني من أن أثق بك تمامًا. وإذ أبني حياتي على وعودك الصادقة، اُصلِّي أن تجعلها شهادة لمحبتك. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.