دور الأصدقاء الأتقياء
نوفمبر 2, 2024
فكِّر في ما يراه الله
نوفمبر 4, 2024
دور الأصدقاء الأتقياء
نوفمبر 2, 2024
فكِّر في ما يراه الله
نوفمبر 4, 2024
Show all

تمسَّك بصخر الدهور

‘‘إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ. يَا صَخْرَتِي، لَا تَتَصَامَمْ مِنْ جِهَتِي’’ (مزمور 28: 1)

 

أقرأ المزمور 28: 1-9

حارب داود الإحباط في حياته، كما يفعل كثيرون بيننا اليوم، فعندما كان فتىً صغيرًا، عاش في ظلال إخوته الأكبر سنًا، وبعد أن مسحَهُ صموئيل مَلِكًا في وقتٍ لاحق، استشاط الملك شاول غيظًا، فسعى وراء لسنوات محاولًا قتله. وعندما أصبح ملكًا، عاشت عائلته في فوضى عارمة، فاضطرّ إلى الهروب من جديد. نعم، اختبر داود الإحباط فعلًا!

في المزمور 28، يقدِّم لنا داود خريطة طريق للتعامل مع الإحباط. في الواقع، لم يتخبَّط داود في آلامه، ولم يغرق في الشعور بالشفقة على الذات، لكنَّه رفع تضرُّعه إلى الرب قائلًا، ‘‘إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ’’ (مزمور 28: 1). إذًا، رفع داود طلبته إلى الرب بجرأة وثقة، ولم يستمدّ تلك الثقة من عمل قام به، بل من الله نفسه، لذا ناشده قائلًا، ‘‘يا صخرتي’’ (مزمور 28: 1). ربَّما كان عالم داود ينهار من حوله، لكنّ الربّ، صخرته، ثابت إلى الأبد. أيًّا يكن ما يحدث في حياتك، الله هو الصخرة التي لا تتزعزع. هو إلهك الذي لا يُقهَر ولا يتغيَّر

ثمَّ رفع داود شكواه إلى الله بصورة منطقيَّة. قال له، ‘‘لَا تَجْذِبْنِي مَعَ ٱلْأَشْرَارِ… أَعْطِهِمْ حَسَبَ فِعْلِهِمْ وَحَسَبَ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ…’’ (مزمور 28: 3-4). طلب داود من الرب أن يجريَ العدلَ في قضيَّته، وهو أمر ربَّما لا يتقبَّله مجتمعنا باعتباره ينطوي على شيء من إدانة الغير، لكنَّ الكتاب المقدَّس يقول بوضوح إنَّ الأتقياء يُسَمُّون الشرَّ شرًّا والخير خيرًا (إشعياء 5: 20). لكنَّ طلبة داود لم تعتمد على برِّه الذاتي، ولا على قضيَّته المنصِفة، بل على شخص الله.  لذا، نراه في بداية المزمور يطلب المساعدة من الله، ويعترف بحاجته إلى رحمته، ويصلِّي أن يحميه من الانجراف وراء الأشرار، لكنَّه أراد أيضًا أن تتحقَّق العدالة. وعلينا نحن أيضًا أن نصلِّي أن يقيم الله قادة أتقياء يسعون إلى إجراء العدل

في النهاية، ابتهج داود: ‘‘مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ، لِأَنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي’’ (مزمور 28: 6). يمكنُنا أن نثق بأنَّنا إِنْ طلبْنا شيئًا حسب مشيئته، فهو يسمع لنا (1 يوحنا 5: 14-15). ونحن نعلم أيضًا أنَّ كلَّ الأشياء تعمل معًا للخير (رومية 8: 28). إذًا، عندما نأتي إليه محبَطين، يمكننا أن نسلِّمَه إحباطنا وأن نمضي قدمًا فرِحين!

 

صلاة: يا رب، أشكرك لأجل داود الذي ترك لنا مثالًا نقتدي به في التعامل مع الإحباط. أنا أبتهج بأمانتك. ساعدني أن أرفع إليك خيبات أملي وأن أثق بعدلك ونعمتك. أصلّي باسم يسوع. آمين