الخشبة في عينك
يوليو 19, 2022
الصلاة لأجل مشيئة الله
يوليو 21, 2022
الخشبة في عينك
يوليو 19, 2022
الصلاة لأجل مشيئة الله
يوليو 21, 2022
Show all

خطَّة الله للألم

‘‘أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا’’ (تكوين 50: 20)

لم تكن الرؤية جيدة من المكان الذي كان يوسف قابعًا فيه، فهو كان مرميًّا في قاع بئر فارغة وربَّما شعر بالخيانة واليأس والوحدة. فيوسف، الابن المفضَّل لدى أبيه، كان قد قام بتصرُّف غير حكيم حين أخبر إخوته عن حلم رآهم فيه يسجدون أمامه بصورة رمزيَّة، ما أثار سخطهم بسبب غطرسته وحسدوه لأنَّه المفضَّل لدى أبيه، فرموه في بئر وباعوه لتجار عبيد وزعموا أنَّه مات.

وبعد عقدين عصيبين، بدأت أوضاعه تتحسَّن، وفيما كان قابعًا في السجن بسبب جريمة لم يرتكبها، تمكَّن من تفسير حلم رئيس السقاة لدى فرعون لقاء طلب واحد وهو أن يذكره عند فرعون، إلَّا أن رئيس السقاة نسي طلبه، وهكذا بدا وكأن البركة انتُزعت بعنف من يده مرَّة أخرى. فمتى سيقلب الله الأمور رأسًا على عقب؟

بعد سنتين، تذكَّر رئيس السقاة يوسف، وبعد أكثر من عقد من العبوديَّة، وصل هذا الأخير إلى لحظة الفرصة المؤاتية، ففسَّر حلم فرعون منذرًا بمجاعة وشيكة، ونتيجة ذلك، عيَّنه فرعون في موقع مسؤوليَّة ليُعدَّ الأمَّة لمواجهة الأزمة، وهكذا، استخدم الله محنة مؤلمة ليبارك يوسف ويخلِّص أمَّة برمَّتها من هول الكارثة (تكوين 41: 56-57).

نحن نستعجل لرؤية مقاصد الله تتحقَّق في حياتنا، لكن الله ينتظر التوقيت المناسب. فقد نشعر بأنَّ موسمنا الحالي في الحياة مهدور، لكنَّ الله لا يهدر شيئًا. فمن المؤكَّد أنَّ الله لم يصنع الشر، لكنَّه يحوِّل برأفته العظيمة الظروف الصعبة إلى فرص للبركة. ولمَّا اجتمع شمل يوسف وإخوته، كان قد أدرك هذه الحقيقة: ‘‘أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا’’ (تكوين 50: 20).

أين هو موقعك في التسلسل الزمني لقصَّة يوسف؟ سواء كنت تتألَّم أو تنتظر أو تبتهج، خصِّص بعض الوقت لشكر الله على ما صنعه وسيصنعه في حياتك. اسأله أن يمنحك المنظور الجديد الذي أعطاه ليوسف، واقبل سلامه وراحته حيث يوجد اضطراب في حياتك. ثِق بالمسيح وهو سيقودك بأمانة لعبور كلِّ جبل ووادٍ روحيّ.

صلاة: يا رب، أشكرك لأجل أمانتك في إنقاذي من الأحداث المؤلمة في حياتي. وأشكرك لأنَّك تحميني وتتمِّم مقاصدك في حياتي. أنا أثق بك اليوم. أصلي باسم يسوع. آمين.