غذِّي إيمانك
ديسمبر 16, 2020
في مأمَن من العواصف
ديسمبر 18, 2020

دع الانتقام لله

“لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ” (رومية 12: 19).

عندما تتعرض للإهانة أو الافتراء أو الذمّ، هل تسعى طبيعتك الأولى للانتقام؟ إن فكرة “الانتقام” مُغرية، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد شيء جيد في الانتقام البشري. إن ما نتوق إليه هو العدالة الكاملة، والتي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال يسوع، القاضي الصالح، لذلك يجب أن ننتظر مجيئه، ونتعزَّى بوعد الله “لِيَ النَّقْمَةُ وَالْجَزَاءُ” (تثنية 32: 35).

اقرأ ٢تسالونيكي ١: ٥- ١٢. لقد تعرَّض المؤمنون الذين يعيشون في تسالونيكي للإساءات، فكتب بولس إليهم لتشجيعهم خلال فترة من الألم والمعاناة زادها شدة يأسهم من التعاليم الزائفة. كانت هناك أسباب عديدة تدفع مؤمني تسالونيكي للسعي للانتقام، ولم يستخف بولس أبدًا بآلامهم. إن الكتاب المقدس لا يتجاهل أبدًا الشر، على عكس ما يمكن أن تكون قد سمعت، ولا تدَّعي كلمة الله أبدًا أن الشر لا وجود له، بل تعترف بوجوده وتُسمِّي الشر والمعاناة والألم بأسمائهم.

يقول الكتاب المقدس أنه عندما يعاني المؤمنون من ظلمٍ ما، أو يختبرون ظروفًا قاسية خارجة عن إرادتهم، فلن يكون الله حاضرًا معهم بطريقة خاصة جدًا فحسب، بل أنه لن يغفل أيضًا الظلم الذي حدث لهم (اقرأ 2تسالونيكي 1: 6- 7، 1بطرس 4: 12-14، 5: 10، متى 12: 36، 1كورنثوس 4: 5).

عندما يأتي يسوع المسيح ثانية في مجده سوف يُصلح كل شيء، وأولئك المؤمنون الذين تألموا في هذه الحياة سيتعزَّون ويُكافأون ويُقبَلون في ملكوت الله، أما أولئك الذين رفضوا المسيح واستهزأوا بالله وجلبوا الألم لشعبه سيُعاقبون “بدمار أبدي” (2تسالونيكي 1: 9).

بدلًا من أن تقضي حياتك في غضب ومرارة وأفكار انتقام، عَزِّ نفسك والآخرين بوعد الله بالعدل الكامل وبروعة نعمته لك. اقضِ حياتك في الصلاة وتشجيع الآخرين بينما تستعد لمجيئه، ولتكن لديك شفقة على الضال تدفعُك إلى التساؤل “كيف يمكنني تحويل كل الظروف المريرة التي مررت بها إلى فرصة لمشاركة الآخرين بالمسيح؟” فهذا هو أفضل علاج للشعور بالمرارة، ووصفة أكيدة أيضًا للفرح.

صلاة: يا رَبُّ، ساعدني لكي أثق في عدلك وأغفر للآخرين، متذكِرًا النعمة التي منحتها لي، شاكِرًا إياك من أجل رحمتك ونعمتك تجاهي، ومن أجل الذبيحة الكاملة التي افتدتني من الحفرة عندما حمل يسوع عني العقاب على الصليب. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.