ماذا لو عاد المسيح غدًا؟
فبراير 19, 2023
الصلاة من أجل الجيل المقبل
فبراير 24, 2023

سخاء يسوع

وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ ٱلْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ ٱللهِ فِيهِ؟ (1 يوحنا 3: 17)

يتحلَّى كلُّ واحد منَّا بالسخاء في أعماقه، فنحن نعطي من مالنا ووقتنا وطاقتنا من أجل شخص ما، لكن المشكلة هي أنَّ البعض يسخون من أجل منفعتهم الخاصَّة، فهم ‘‘يعطون’’ منتظرين أن يستردُّوا شيئًا في المقابل (لوقا 6: 34-35)، ولا مكان لأسلوب الحياة هذا في ملكوت الله، فمَن يعطي بقلب صادق وبالسخاء الذي يذكره الكتاب المقدس لا يتوقَّع أن ينال شيئًا بالمقابل

وبالطبع، يسوع هو الرجل الأكثر سخاءً على الإطلاق، فهو بذل حياته من أجل أناس لا يستحقُّون التضحية ولا يقدرون أن يردُّوا له الجميل (رومية 5: 8). هكذا أيضًا، يجب أن تتَّسم حياتنا، نحن القادة، بالسخاء الجذري، فنعطي من أموالنا عند الحاجة، ونمد يد العون للمحتاجين، لكنَّ السخاء في الأمور الماليَّة هو مجرَّد بداية، فالقادة الأسخياء يعتبرون احتياجات الأشخاص المحيطين بهم فرصة لإخبارهم عن محبَّة الله، والاستثمار فيهم، وبناء علاقات صادقة بهم

في إحدى المناسبات، أخذ يسوع طعام صبي صغير وكثَّره فأصبح كافيًا لإطعام جميع الحاضرين (يوحنا 6: 1-14)، ويذكر الكتاب المقدس أنَّ عدد الرجال بلغ نحو خمسة آلاف، وربَّما كان يوجد العدد نفسه من النساء والأطفال

.
كان بإمكان يسوع أن يوصي الجموع منذ الصباح بجلب كيس طعام، وكان بإمكانه تجاهل احتياجاتهم قائلًا، ‘‘ليست هذه مشكلتي’’. ولمَّا أدرك التلاميذ أنَّ الناس سيجوعون، اقترحوا على يسوع أن يرسلهم إلى بيوتهم قبل حلول الظلام

لكنَّ يسوع لم يعمل بكلامهم، بل سدَّد احتياجهم، مظهرًا سخاءه للجميع، فهو أعطى حتَّى عندما لم يكن مضطرًّا لذلك، ولم ينتظر الحصول على شيئًا في المقابل

هل يعتبركم الناس أسخياء؟ اسعوا هذا الأسبوع إلى العطاء بسخاء لشخص محتاج. وإذا أمكن، حاولوا العطاء في الخفاء (متى 6: 1-4)

صلاة: يا رب، أشكرك لأجل السخاء الذي أبديتَه عندما أرسلتَ يسوع ليموت على الصليب من أجل خطاياي. أعلِن لي عن طرق للعطاء من مقتنياتي بسخاء للمحتاجين من حولي، واجعلني مثالًا للقائد السخيّ. أصلِّي باسم يسوع. آمين