الدَّين الذي عجزنا عن دفعه
أبريل 20, 2025
كشف هوية الإله المجهول
أبريل 22, 2025
الدَّين الذي عجزنا عن دفعه
أبريل 20, 2025
كشف هوية الإله المجهول
أبريل 22, 2025
Show all

صلاح ليس منَّا

“لِأَنَّ ٱلْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَٱلْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلَاصِ” (رومية 10: 10)

اقرأ رومية 10: 9-11 

في القرن الأول، كتب الرسول بولس أنَّ “كَلِمَةَ ٱلصَّلِيبِ عِنْدَ ٱلْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ’’ (1 كورنثوس 1: 18). وبعد مرور كل تلك السنوات، لا يزال العالم ينظر إلى صليب يسوع المسيح على أنه جهالة مطلقة، فمَا لم يفتح نور الروح القدس عيوننا الروحية، سنظلّ نجد ذبيحة يسوع عديمة الجدوى، لكنَّنا نفتخر بهذه الحقيقة: يسوع هو ابن الله الذي جاء ليدفع ثمن الخطيَّة عن العالم كلِّه. عندما بذل يسوع حياته، كفَّر عن خطايانا وافتدانا بدمه، وحطَّم قيود الخطيَّة، وهو لم يقفْ عند هذا الحَدّ.

على الصليب، برَّر يسوع كلَّ مَن يؤمن به. يعني هذا أنَّه عندما ينظر إلينا الله، فهو لا يرى خطايانا وعيوبنا، بل يرى طاعة ابنه الكاملة. والتبرير هو أكثر من مجرد غفران وتغاضٍ عن الخطأ، وهو لا يعني العفو أو الصَّفح بدون الاستناد إلى مبدأ محدَّد. التبرير هو عمل من أعمال عدالة الله الكريمة والسخيَّة.

عندما نأتي إلى الرب ونعترف بخطايانا ونطلب الغفران، هو لا يقول لنا، “آه، أنتَ لستَ سيئًا جدًّا. لذا، خطاياك مغفورة حتمًا!” بدلًا من ذلك، تقول لنا محكمة السماء، “أنتم مذنبون بالتهمة الموجَّهة ضدَّكم’’. فالله لا يقلِّلُ من شأن الخطيئة أبدًا، لكنْ بعد موت يسوع على الصليب، أصبح بإمكانه القول، “لقد دفع ابني ثمن جرائمكم’’. لذا، يستحيل الفصل بين الإيمان والنعمة، وللإيمان  وظيفة واحدة، وهي نَيلُ ما تضعه النعمة في يده. فالنعمة تعطي، والإيمان يمدُّ يده ويقول، “شكرًا. أنا أقبل هذه الهديَّة بامتنان’’.

أيضًا صالحنا يسوع بالآب، فالكتاب المقدس يقول إنَّنا كنَّا أعداء الله (رومية 5: 10). ولكن بعد أن لبَّى يسوع مطالب الآب كافَّةً بالنيابة عنَّا، أصبح بإمكاننا أن ننعم بسلام مع الله، ونلنا حرية الدخول إلى محضره، تمامًا كما فعل يسوع. لقد صالحنا الله الآب بنفسه من خلال ابنه؛ وقد كانت هذه خطَّته لنا  منذ البدء. “وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلَاصُ. لِأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ” (أعمال الرسل 4: 12).

يستحيل أن تتصالح مع الله الآب بدون الله الابن (يوحنا 10: 30؛ 14: 6-10). وهو تمَّم العمل؛ فهو كفَّر عن خطايانا، وافتدانا من عبوديَّة الخطيَّة، وبرَّرنا أمام الآب، وصالحنا مع الله وجعلنا أبناءه.

صلاة: يا رب، أشكرك لأجل كلّ ما ضمنته لي بذبيحتك على الصليب. أنا أفرح وأتهلَّل لأنني أستطيع الاقتراب من عرشك بحرية، واثقًا بقوَّة دمك التي تجعلني طاهرًا أمامك. أريدُ أن أعيش حياتي من أجلكَ أنتَ، راعيَّ الصالح. أصلِّي باسم يسوع. آمين.