عندما تعمل لدى الرب
سبتمبر 15, 2022تقديم التعويض للآخرين
سبتمبر 17, 2022“فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ” (تكوين 32: 24)
اقرأ تكوين 32: 1-32
كان يعقوب خائفًا من أخيه عيسو الذي كان يهدد حياته، فهرب إلى بيت خاله لابان حيث مكث عدة سنوات (اقرأ تكوين 27: 41-45)، وهو الآن في طريق عودته إلى البيت، وليس لديه ما يضمن تغيُّر مشاعر عيسو تجاهه، لذلك، حاول أن يقدِّم رشوة لأخيه، فاختار من قطعانه وغنمه وأَعَدَّ هدية عظيمة لعيسو لأَنَّهُ قَالَ: “أَسْتَعْطِفُ وَجْهَهُ بِالْهَدِيَّةِ السَّائِرَةِ أَمَامِي، وَبَعْدَ ذلِكَ أَنْظُرُ وَجْهَهُ، عَسَى أَنْ يَرْفَعَ وَجْهِي” (تكوين 32: 20). لقد كانت خطة ذكية حقًا، لكنها لم تكن ضرورية، فقد كان الله مع يعقوب وكان يحرسه كما وعد (اقرأ تكوين 28: 15)، ولن يدنو منه شر طالما لم يأمر الرب به
بالطبع لم يفهم يعقوب ذلك، وفتح الباب لمخاوفه وقلقه، ولكن، في وسط خوفه، عندما كان بمفرده في الليل على ضفة النهر، ظهر له الرب. ربما سمعت عظات كثيرة عن هذه الفقرة من قبل، وربما سمعت عن مصارعة يعقوب لله، لكن هذا ليس صحيحًا تمامًا، فالنص يقول أن الرب صارع يعقوب. لقد ظهر الله لكي يصارع يعقوب، وليس العكس
طلب يعقوب البركة من الرب أثناء جهاده معه، لكن الله، في نعمته، لم يمنحها له حتى استسلم له. أعدَّ الله هذا الاجتماع ليخلص يعقوب من عناده وقلقه، فصارع الرب يعقوب ليقوده إلى الاستسلام حتى يهدأ ويثق في وعوده
سيصارع الله أبناءه الأحباء حتى يستسلموا، وربما هو يصارعك الآن. عندما نظل في عنادنا، وعصياننا، ونتمسَّك بالسير في طريقنا، لا يستسلم الله ويقول “ما الذي يمكنني أن أفعله؟ لا أستطيع لفت انتباهه، أو اقناعه بالاستماع إليَّ، لذا فأنا أستسلم”، بل يختار الله أن يصارعنا حتى نستسلم لمشيئته الصالحة والكاملة
لا يمكن أن تكون هناك بركة حقيقية بلا استسلام مُطلق، ولا يمكن أن يكون هناك نجاح حقيقي بلا خضوع حقيقي. لا يمكن أيضًا أن يكون هناك انتصار حقيقي دون التخلي عن السيطرة، ولا يمكن أن تكون هناك فعالية لله دون الخضوع له. إن بركتك، بل وربما حياتك، تعتمد على خسارتك أنت وفَوْز الله
صلاة: أشكرك يا أبي لأنك تُصارعني لتجلب لي سلامًا يفوق الإدراك، ولأنك تُشجعني كي أُلقي بأحمالي وهمومي عليك لأنك معي وتُحبني. ساعدني يا رب كي تزداد ثقتي بك. أُصَلِّي في اسم يسوع، آمين.