الأولوية الأولى
يونيو 23, 2024عندما يرفضك العالم
يونيو 25, 2024“سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ” (متى 5: 43-44)
في يونيو 2009، استيقظت عائلة “لونج” على أسوأ كابوس لها؛ فقد قُتل ابنهما الجندي في الجيش الأمريكي، والبالغ من العمر 23 عامًا، برصاص إرهابي مسلم على الأراضي الأمريكية. أصيبت العائلة بصدمة، وغمرها الحزن والغضب، ولكن وسط حدادها، فعلت شيئًا لا يمكن تخيُّله
بعد تلقِّيهم المال الذي تركه لهم ابنهم، خصصت عائلة لونج جزءًا منه للمساعدة في الوصول إلى المسلمين من أجل المسيح، وقالوا: “لا توجد طريقة أخرى لإكرام الله أفضل من استخدام جزء من هذا المال الذي تركه لنا للوصول إلى المُسلمين غير المُخلَّصين”.
من المنظور الأرضي، كان من الممكن إيجاد تبرير لسَعْي عائلة “لونج” للانتقام، لكنهم اختاروا أن يسيروا على خُطَى يسوع المسيح، ويحبوا أولئك الذين قتلوا ابنهم
اقرأ متى 5: 43-48 و10: 16-20. لقد دعانا يسوع جميعًا لأن نحب أعدائنا ونُصلِّي من أجل أولئك الذين يضطهدوننا. كما واجه المسيح المقاومة والاضطهاد من هذا العالم، هكذا ينبغي علينا نحن أيضًا. لقد حذَّرنا يسوع من اضطهاد العالم عندما قال أنه يُرسِلنا “كغنمٍ في وسط ذئاب” (متى 10: 16)، ولم يقُل يسوع “ساحميكم من الذئاب” بل قال: “أنا أُرسِلكم للذهاب إلى الذئاب”
يُرسلنا يسوع إلى هذا العالم العدائي عالِمًا تمامًا بطبيعتنا، فهو يعرف ضعفنا وهشاشتنا، ولكنه لا يرسلنا وحدنا، يل يعدنا أن يكون معنا دائمًا (اقرأ متى 28: 20). يَعِد الرب أنه لن يفصلنا شيء عن محبته، وأنه حتى لو دفعنا ثمنًا غاليًا لإيماننا، فالأفضل لنا أن نكون معه (اقرأ رومية 8: 35، فيلبي 1: 23). وإذ يرسلنا إلى أعداء الصليب ببشارة الإنجيل السارة، تُغيِّر قوته الذئاب المُفترسة وتحولهم إلى غنم مطيعة، وتُحوِّل الإرهابيين إلى قديسين
يعرف يسوع أن المصير الأبدي للإرهابي أهم من الراحة الأرضية لشعبه، لذا فهو يدعونا جميعًا أن نُحِب أعدائنا، حتى أولئك الذين يضطهدوننا. يجب علينا في هذه المهمة الهامة المحفوفة بالمخاطر أن نكون حكماء مثل الحيَّات وبسطاء كالحمام، ويجب ألا يكون رد فعلنا للاضطهاد هو الخوف والفزع أو الانتقام المرير، ولكن بالأحرى الإعلان المُتعقِّل والحكيم لبشارة الإنجيل السارة
صلاة: ساعدني يا أبي لكي أرى الناس بعينيك، مُتذكرًا أنني كنت قبلًا في عداوة معك، ولكنني بنعمتك قد نِلتُ الخلاص والفداء. أُصلِّي من أجل كل من يقاوم إنجيلك لكي ينال هبة رحمتك وغفرانك في المسيح. أُصَلِّي في اسم يسوع، آمين