إعادة تعريف كلمة “طوبى”
يناير 9, 2020فرح الحزانى
يناير 12, 2020ودَّع بعص الكُتَّاب المسيحيين، وبعض قادة التسبيح الحاصلين على جائزة الإسطوانة البلاتينية، ورعاة الكنائس الكبرى المسيحية في عام 2019 تاركين إيمانهم الذي كانوا يتبعونه وكانت تصريحاتهم هذه بمثابة صدمة للمجتمع المسيحي: أين أخطأوا؟ كيف يمكن أن يقولوا مثل هذه الأشياء؟ وماذا أفعل أنا بشكوكي؟
عندما تهتز ثقتنا البريئة في قادة إيماننا، قد نتعَّرض للإحباط والتشويش والحُزن، ونتساءل أين الطريق الصحيح. في هذه اللحظات، نذهب إلى الله من أجل الرجاء والوضوح.
الخلط بين الكبرياء والتواضُع
لقد اختبر هؤلاء الأبطال الذين سبقوا وآمنوا ما يُعرف بـ “الإرتداد”، وهو الترك المنهجي للمعتقدات التي كانت ذات يوم راسخة لديهم. لقد اختاروا رفض الآراء التي كانت تشكل حياتهم بأكملها. يُعد هذا في رأي المؤمنين الذين يعيشون في نور المسيح أمرًا يصعُب تصديقه، أما بالنسبة للعالم الغارق في الظلام فيفرح لأن هؤلاء القادة قد “تواضعوا” أخيرًا واعترفوا بأن المسيحية لا تحصُر الحياة في المحبة والحق.
صحيح أن الله يدعو جميع المؤمنين للسلوك بتواضع، لأنه في النهاية، نحن بشر لنا نظرة محدودة وطبيعة شريرة لا نزال في صراع معها. يجب أن نفحص باستمرار ما إذا كانت أفكارنا وأفعالنا تتفق مع كلمة الله أم لا. لكن الحقيقة هي إن رفض تعاليم الكتاب المقدس الصريحة هو كبرياء مماثل للكبرياء الذي ظهر في جنة عدن. يُثني العالم على “فضيلة” تغيُّر قلب أولئك المسيحيين السابقين – سواء فيما يتعلق بانحصار المسيح أو بإثم الشذوذ الجنسي – مُعتبرين تصريحاتهم العديدة المتضمنة هي تصريحات مُحِبة ونَزيهَة. عندما يقول الناس أن الله مُخطيء أو أن كلام الكتاب خطأ، لا تنخدع – فهذا ليس تواضعًا بل كبرياء، لأنه يعني ببساطة أن المخلوق يقول للخالق، أو أن الطين يقول لجابله: “أنا أعرف أفضل منك”.
رفض حكم الذات
لقد أوضح لنا خالقنا كيف يريدنا أن نحيا من خلال كلمته. لقد وضع الله الحدود اللازمة لنجاح البشر – وهي حدود جيدة. وبالتالي، يجب على المؤمنين رفض فكرة أن أفكارنا التي تتعلق بثقافتنا أعظم من حكمة الله. الله وحده هو من له سلطة تحديد الصواب والخطأ، وهو، على نحو غير محدود، أكثر منا محبةً ورأفةً وعدلًا.
إذا أردنا أن نتبع المسيح حقًا ونكون سفراء له، يجب علينا أن نُحرر أنفسنا من تعريفات المجتمع للتواضع والمحبة والإستقامة، ونختار بالأحرى حق الكتاب المقدس الثابت غير المُتغير. وعندما نغمر أنفسنا بكلمة الله ونرفض حكم ذواتنا، سوف يجدد روح الله القدوس أذهاننا حتى نقترب إلى الله بكل تواضع كما ينبغي أن نفعل، خاضعين لمشيئته حتى وإن كان الأمر مُحرجًا لنا أو غير مريح، أو عندما تكون لدينا شكوك. من المُهم جدًا اليوم أن نتخذ هذا الموقف “المتواضع”، لأن الكثيرين في ثقافتنا يُسمُّون الشر صلاحًا ويُطلِقونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره تجسيدًا للمحبة، لكن تمجيد الذات لا يجلب إلا الدمار. يحتاج الناس أن يروا ثقة المسيحيين في محبة الله التي لا مثيل لها، وأن يعرفوا أنه لا يوجد فرح أعظم من الثقة في الإله الحي وطاعته.
لا تندهش
لقد حذرنا يسوع من أن كثيرين سيعثرون في الأيام الأخيرة، وسيقوم أنبياء كذبة، وستزداد الفوضى وتبرد محبة الكثيرين (متى 24: 10-12). لذلك، لا ينبغي أن نندهش عندما يعثر قائد آخر بالكنيسة، فالشيطان يستهدف أولئك القادة، وهو عاقد العزم على تدمير الكنيسة بكل الوسائل الممكنة، لأنه يعرف أنه بمهاجمة الرعاة ستتشتت الخراف.
نشكر الله لأن إيماننا لا يزداد أو يقل اعتمادًا على إيمان قادتنا المؤمنين. كل فضيحة أو فساد هو مجرد إشارة إلى أنه لا يزال هناك أسد زائر يلتمس من يبتلعه هو. لذلك، لعلنا لا نتأثر عندما يستسلم قادتنا للتجارب أو يتأثرون بالرأي العام. دعونا نتمسك بكلمة الله المعصومة، مُصلِّين من أجل اخوتنا وأخواتنا في المسيح، واثقين أن الله سوف يُكمِّل إيماننا عندما نُثبِّت عيوننا عليه.
ثابر في إيمان
عندما تخور عزيمة اخوتنا المؤمنين، يدعونا الله للتحلِّي بالشجاعة في هذا الظلام الحاضر. يجب أن نعزز إيماننا بالجهاد الحسن ونحن ناظرين إلى قائدنا الوحيد الجدير بثقتنا – الرب يسوع المسيح. قال مُعلّم الدكتور مايكل يوسف “إذا كنت تريد التعثر والسقوط، ابقِ عينيك على قادة الكنيسة، لكن إذا أبقيت عينيك على يسوع، فلن تتعثر أبدًا”.
ومع ذلك، إذا كنت مقتنعًا بعقيدتك الخاصة وتفتخر بها، وتستمتع بسقوط قادة الدين المُتقلبين، عليك أن تحترس. إذا كنت تُفكر قائلًا “اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ..”، فكِّر جيدًا وتُب (لوقا 18: 9-14). بغض النظر عما نحن عليه، يجب أن ننظر إلى سقوط قائد أو مؤمن آخر على أنه تحذير لنا. نحن نشبه كثيرًا قادتنا المؤمنين، لكننا لا نريد أن نعترف بهذا، ونحن لسنا محصنين ضد تأثير الثقافة.
لا يوجد شخص كامل، حتى القادة المؤمنين هم عاجزون، لكن يسوع عاش بكمال. لذلك تشجع يا صديق الله، فمهما يحدث غدًا، ثبِّت نظرك على يسوع وضع ثقتك فيه ولن تخزى أبداً، ففيه وحده المحبة الكاملة، والحنان التام، والحق الأقصى، والعدل المُطلق، والرحمة الفائقة، والنعمة اللامتناهية. أصلي كي يقودك الله بسلام إلى المنزل بين الأذرع الأبدية.