“وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ” (2كورنثوس 2: 14)
الكتاب المقدس هو قصة لمدينتين: مدينة الإنسان ومدينة الله ويمكن أن نقرأ عنهما بداية من سفر التكوين وحتى نهاية سفر الرؤيا.
وتتمثل مدينة الإنسان في بابل المدينة الرومانية في القديم وفي الحضارة الغربية في الحاضر، أما مدينة الله فتتمثل في شعب الله المختار من كل أمه وشعب ولسان والذي يعيش الآن في هذا العالم. وقد يبدو أننا نعيش في أسوأ الأزمنة ولكن يعدنا إنجيل يسوع المسيح أنه في يوم ما سيختبر المؤمنون ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن.
وفي تكوين 4: 1-16 نقرأ عن ظهور هاتين المدينتين في حياة نسل آدم وحواء. ففي هابيل نرى مدينة الله، فقد أحب هابيل الله وأطاعه وأتى بذبيحة دم لخالقه. أما في أحيه قايين، فنرى مدينة الإنسان بكل ما فيها من عدم طاعة وتمرد وكأنه يقول “أنا أعلم ما يريده الله مني ولكني أريد أن آتي إلى الله بطريقتي الخاصة.”
وبعد أن قتل قايين أخيه هابيل وكذب بشأن فعلته، هرب وبنى أول مدينة للهروب من أمام الله. مدينة يسودها الخوف والقلق وعدم الراحة. وفي مدينة قايين بدا وكأن الله غير موجود لذلك كان من السهل أن يتمرد عليه وهذا ما يحدث حتى يومنا هذا في مدينة الإنسان.
كمؤمنين، نحن نمثل مدينة الله ولأننا نتبع المسيح، فحياتنا يجب أن تختلف عن الثقافة المحيطة بنا. يخبرنا الكتاب المقدس أن عدم مخافة الرب التي اتسمت بها حياة قايين ستسري لآجيال آتية وتؤدي لمزيد من الخطية والزنا والتمرد عبر الأزمنة.
ولكن إليك الخبر السار: لقد وضعك الله في هذا الحي، المدرسة، العمل، المجتمع حتى تخدمه وتكون النور الذي يشرق وسط الظلمة. فالله لم يدعونا لكي نهرب من مدينة الإنسان بل أن ندعو آخرين لمدينة الله قبل فوات الآوان. فهل ستنهض الآن وتقوم بدورك في المحيط الذي وضعك الله فيه لتكون مؤثراً وفعالاً؟
صلاة: أيها الآب السماوي، ثًّقل قلبي بالهالكين في مدينة الإنسان واستخدمني لكي أدعو آخرين للحق بكل جرأة ومحبة وبقوة الروح القدس. أصلي هذا في اسم يسوع. آمين.