صلاح ليس منَّا
أبريل 21, 2025معونة الروح
أبريل 24, 2025“لِأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ ٱلْمَسْكُونَةَ بِٱلْعَدْلِ، بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ“ (أعمال الرسل 17: 31)
اقرأ أعمال الرسل 17: 22-31
في أيَّام الرسل، كانت اليونان في حالة انحدار، تمامًا كما هي حال حضارتنا الغربية اليوم. وكانت الديانات المزيَّفة منتشرة في المجتمع، ومدينة أثينا القديمة مليئة بالأصنام، فيما الناس منشغلون بالفلاسفة. وكان آخر ما يحتاجون إليه هو تعليم جديد، أو ديانة جديدة.
بينما كان الرسول بولس يجولُ في المدينة، رأى أعدادًا هائلة من الأصنام والمذابح المخصَّصة لآلهة مزيفة، فعلى الرغم من أنَّ أهل أثينا كانوا يحبُّون التعلُّم والحكمة، إلّا أنَّهم كانوا ضالِّين، وكانوا يحتاجون إلى الرسالة نفسها التي تحتاج إليها ثقافتنا بشدَّة اليوم. ولم تكن الحاجة إلى أمر جديد، بل إلى أمر حقيقيّ.
في أحد الأيام، صعد بولس إلى أَرِيُوس بَاغُوس لينادي بيسوع المسيح ويعلن الحق لِمَن تجمَّعوا للتحدُّث والاطِّلاع على أحدث النزعات الفكريَّة والثقافيَّة (الآية 21). فأخبرهم عن ربّ السماء والأرض الحقيقي، الذي مات وقام، ودعاهم إلى عبادة هذا الإله الوحيد، الذي لا يوجد إله سواه، وهو ليس مصنوعًا من فضة أو ذهب أو حجارة، لكنَّه يُعطينا حيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ، وهو جعلنا نطلبه لعلَّنا نلتمسه فنجده” (الآيات 25، 27).
لم يكن لدى أهل أثينا أيُّ مشكلة في الإيمان بآلهة جديدة، وكانوا مستعدّين دائمًا لقبول أيّ إله آخر، حتَّى إنَّهم بنوا مذبحًا ل”إله مجهول’’ (الآية 23) تحسُّبًا لجميع الاحتمالات. هنا استخدم بولس قلقهم ليفتح أعينهم على الإله الحقيقي الوحيد، وأخبرهم أنَّ قيامة يسوع تثبت أنَّ ما قاله عن نفسه صحيح، وأنَّه هو الإله الحقيقي الوحيد المتجسِّد، وأنَّه سيأتي ثانيةً ليدين العالم. دعاهم بولس إلى التوبة والخلاص لأنَّ الحياة الأبديَّة تعتمد على الاستسلام ليسوع القائم من بين الأموات.
لقد مات يسوع ليفتدي كلَّ من يأتي إليه بالإيمان ويتوب عن خطاياه، ثمَّ قام من بين الأموات ليضمن لكلِّ مؤمن القيامة في المستقبل. يا صديقي، جميع مؤسِّسي الديانات الأخرى، هم أموات في قبورهم، لكنَّ القبر الفارغ الوحيد هو قبر يسوع. هو الإله وليس آخر، هو الإله وليس مثله.
قوَّة قيامة يسوع تؤهّله ليكون الديَّان الوحيد للكون. هو ملك المجد الذي ينادي به المزمور 24. هو يخلِّص ويحبّ ويقوِّي ويحوِّل الخطاة إلى قديسين. هو يخلِّصُ النفوس من الدينونة القادمة، ويعطي حياة أبديَّة وفيَّاضة مجانًا. هو يريد أن يمنحكَ سلامًا ورجاءً وفرحًا، من الآن وإلى الأبد.
صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنَّك أرسلت ابنك ليموت من أجلي. هو الطريق والحق والحياة، وهو أثبت ذلك من خلال قيامته من بين الأموات. ولأنَّ هذه القوة نفسها تعمل في داخلي (أفسس 1: 18-21)، سوف أخدم ملكوتك برجاء وفرح. أصلِّي باسم يسوع. آمين.