كنز في أوانٍ خزفيَّة

ترقُّب مقدَّس
ديسمبر 1, 2024
يد السماء المُحِبَّة
ديسمبر 3, 2024
ترقُّب مقدَّس
ديسمبر 1, 2024
يد السماء المُحِبَّة
ديسمبر 3, 2024
Show all

كنز في أوانٍ خزفيَّة

اقرأ ميخا 5: 2-4.

“أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي ٱلَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ ٱلْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْأَزَل” (ميخا 5: 2)

عندما اختار الله مدينة بيت لحم بين جميع الأماكن في العالم لتكون المدينة التي سيولد فيها ابنه، أراد أن يقولَ لنا شيئًا. لماذا لم يختَر أورشليم، العاصمة الدينية لإسرائيل؟ لماذا لم يختَر روما، عاصمة الامبراطورية العظمى؟ ولماذا لم يختر أثينا، مركز الفكر الفلسفي في العالم القديم؟ لماذا لم يختر الإسكندرية، منارة العلم والمعرفة في ذلك الوقت؟ لماذا اختار الله مدينة بيت لحم الصغيرة؟ لأنَّه أراد أن يقول لنا إنَّ رجاء العالم لا يكمن في ديانة، ولا في حكومة، ولا في فلسفة، ولا في تعليم. رجاء العالم يكمن في شخص، وهو يسوع المسيح.

أتعلم؟ الله القدير، السيِّد، القدوس، اللامتناهي، لا ينبهر بما يبهِرُنا، فكلُّ ما في العالم من ثروة وقوَّة وفلسفة وعِلْم لا يُبهر الله، لأنه هو خالقها كلّها، وإنَّما هو يفرح بالمتواضعين، وهو يسكن في قلب كلِّ مَن يقف أمامه بقلب متواضع ويخضع له. تذكِّرنا بيت لحم بأنَّ الله يعطي الضعيف قوَّة، ويعطي قيمة لمن لا قيمة له. لماذا؟ لأننا جميعًا نشبه مدينة بيت لحم، ويمكننا أن نحمل مجده مثل الآنية الخزفية التي تحمل كنزًا ثمينًا (2 كورنثوس 4: 7).

ربما أنت تعلم أنَّ معنى “بيت لحم” هو “بيت الخبز”، وهو إسم على مُسَمَّى لأنَّه من بيت لحم أعطانا الله يسوع، خبز الحياة (يوحنا 6: 35). أيضًا، كانت بيت لحم تشتهر بمياهها النقية المنعشة (2 صموئيل 23: 13-17)، ونقرأ في إنجيل يوحنا 4: 14 أنَّ يسوع هو الماء الحي، “وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ”. الرب يسوع، المولود في بيت لحم، هو الذي يُشبِعُ نفوسَنا، وهذا ما نحتاج إليه دائمًا.

اختار الله بيت لحم لأنها ترمز إلينا جميعًا. فأنتَ قد تبدو عديم الأهميَّة من منظور دنيوي، لكنَّك مهمٌّ في نظر الآب، وكما وُلِدَ يسوع في بيت لحم، هو يريد اليوم أن يولد فيك أنت. يريد يسوع أن يدخل إلى قلبك وأن يسكن فيه. سلِّمه حياتك اليوم، إذا لم تفعل هذا من قبل، وستعيش حُرًّا لأنَّكَ تعلم أنَّ خلاصك الأبدي هو في المسيح؛ استمتِع اليوم بوعود الله الأكيدة، وضَع رجاءكَ فيها.

صلاة: يا رب، أنتَ صنعتَني لكي أعرفك وأفرحَ بك. ساعدْني أن أختبر طول وعرض وعلو وعمق محبَّتك لي التي تجلَّت في ابنك الذي افتداني. أصلِّي باسم يسوع. آمين.