لقاء خاص
يناير 2, 2025لا تبرح من فمك
يناير 4, 2025“حَامِلِينَ فَوْقَ ٱلْكُلِّ تُرْسَ ٱلْإِيمَانِ، ٱلَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ ٱلْخَلَاصِ، وَسَيْفَ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي هُوَ كَلِمَةُ ٱللهِ” (أفسس 6: 16-17)
اقرأ أفسس 6: 16-17
الترس هو السلاح الأكثر ضمانةً في أوقات الحيرة والارتباك والضعف، لذا، يشكِّل ترس الإيمان جزءًا أساسيًّا من سلاح الله. وقد كتب الرسول بولس، ‘‘حَامِلِينَ فَوْقَ ٱلْكُلِّ تُرْسَ ٱلْإِيمَانِ’’ (أفسس 6: 16). الترس الذي قصده بولس هنا ليس صغيرًا وخفيفًا، وإنَّما يصل قطره إلى المتر ونصف المتر، وهو يغطي جسم الجندي الروماني الواقف في الخطوط الأماميَّة بكامله
عندما نتكلَّم عن ترس الإيمان، نحن لا نقصد هنا الإيمان الذي مارسته عندما سلَّمتَ حياتك للمسيح. في الواقع، هذا حزام الحق؛ إنَّه خلاصك بالمسيح يسوع بالنعمة وبالإيمان. إمَّا الإيمان الذي نقصده لدى الحديث عن ترس الإيمان، فهو الثقة المطلقة والمتنامية بالمسيح التي تمارسها كل يوم سواء كنت في أعلى الجبل أو في أسفل الوادي. ونحن نحمل هذا الترس يوميًا عندما نمارس ثقتنا بيسوع، وبتدبيره، وحمايته، وقوته. وعندما نختبئ وراء هذا الترس، نستطيع أن نطفئ كل سهام العدو الملتهبة، وكلَّ ما يغرينا للوقوع في الطمع والكبرياء والغضب والحسد والكراهية والشك والخوف واليأس وعدم الثقة بالله
عندما تكون الحرب دائرة، يستحيل لأيِّ جندي أن يدخل إلى ساحة المعركة بدون خوذة، لذا يدعونا الرسول بولس إلى وضع خوذة الخلاص على رؤوسنا (الآية 17). يهاجمنا الشيطان عندما يجعلنا نشك في خلاصنا، فنشعر بعدم الأمان ونقع في الخطيَّة. ولكن إذا حفظنا أذهاننا من خلال عطية الخلاص بالنعمة بالإيمان بالمسيح- وهذا عمل الله فينا وهو لا يعتمد إطلاقًا على بِرِّنا، لأنَّ لا بِرَّ لنا في الأساس- عندئذٍ، لن تتمكَّن سهام الشيطان من اختراقنا
ختامًا، يحثُّنا بولس على استخدام “سيف الروح الذي هو كلمة الله” (الآية 17). كان السيفُ السلاحَ الأساسي الذي يستخدمه الجندي الروماني، وكان يربطه بحزامه. ويسمِّيه بولس “سيف الروح” لأنه سلاح روحي منبثق من الله. إنه كلمة الله الكاملة والمعصومة من الخطأ
إنَّه ملجأنا الوحيد وسط العواصف، والدواء الوحيد لكل داء، والبلسم الوحيد لجروحنا. يوفِّرُ سيف الروح، الذي هو كلمة الله، موارد وبركات هائلة للمؤمن. إنه سلاح دفاع وهجوم في الوقت نفسه، وهو يصدّ ضربات الشيطان. هو ينقذ الناس من الخطيَّة والموت ويقودهم إلى البر والحياة. يحوِّل سيف الروح اليأس إلى أمل، والركود إلى نمو، والهزيمة إلى نصرة، والحزن إلى فرح.
لقد أعطانا الله سلاحًا كاملًا لنقف بحزم وثبات ونحرز تقدُّمًا لأجل ملكوته
صلاة: يا رب، أشكرك على أسلحة الحماية الفعَّالة التي منحتني إيَّاها. ساعدني أن أستخدمها لأجل بناء ملكوتك، فأشهد عن محبة إلهي وقوته اللتين لا مثيل لهما. أصلي باسم يسوع. آمين