كيف تبدو السماء
يونيو 7, 2024كما في السماء كذلك على الأرض
يونيو 9, 2024ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ ٱلْيَسَارِ: ٱذْهَبُوا عَنِّي يامَلَاعِينُ إِلَى ٱلنَّارِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلَائِكَتِهِ’’ (متى 25: 41)
اقرأوا لوقا 16: 19-31
تكلَّمَ يسوعُ عن الجحيمِ أكثرَ ممَّا تكلَّمَ عن السماء في خلال خدمته الأرضيَّة، فموضوع الجحيم جِدِّيّ، وقد أراد يسوع أن يدرك الجميع أنَّهم، بدونِه، سيذهبون حتمًا إلى الجحيم، فحذَّرهم منه بالأسلوب الأكثر تحنُّنًا ورأفةً لأنَّه يحبُّهم محبَّة عظيمة. لكنَّ موضوع الجحيم صار مثيرًا للجدل، فأصبح الكثير من الرعاة يتجنَّبون التطرُّق إليه في عظاتِهم لئلَّا تُطلقَ عليهم تسمية ‘‘وعاظ النار والكبريت’’، لكنْ بما أنَّ يسوع أعطى أهمية لموضوع الجحيم، أفلا يجدر بنا أن نحذو حذوه؟
يتساءل البعض قائلين، ‘‘إذا كان الله إلهًا صالحًا، فلِمَ يدع الناس يذهبون إلى الجحيم؟’’ الحقيقة هي أنَّ النار الأبديَّة ‘‘معدَّة لإبليس وملائكته’’ (متى 25: 41)، وفي حين أنَّ لا خيار لإبليس وأعوانه بشأن وجهتِهم الأبديَّة، يمكنُ لكلِّ إنسان أن يختار النجاة من الجحيم. يمكننا أن نختار الإقبال إلى المسيح عبر التوبة والإيمان والاعتراف بخطايانا، فننال عطيَّة الغفران والحياة الأبدية من يدَي يسوع. لكنَّ فداء المسيح ليس مُعَدًّا للشيطان، فسفر الرؤيا يبيِّن مستقبله بوضوح، ‘‘طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ وَٱلْكِبْرِيتِ… وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلًا إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ’’ (رؤيا 20: 10)
أتعلمونَ لِمَ يريد الشيطان أن تلزم الكنيسة الصمت بشأن موضوع الجحيم؟ لا لتفادي تذكيره بمصيره الأبدي فحسب، بل لأنَّه يريد أن يأخذ معه أكبر عدد ممكن من الناس إلى الجحيم. أيها الإخوة والأخوات، لهذا السبب تحديدًا لا يمكننا أن نصمت، وإنَّما يجب على رعاة الكنائس إعلان المشورة الكاملة لكلمة الله، بما في ذلك حقيقة الجحيم. فلْتكُن خطورة هذا الموضوع حافزًا لنا يزيدنا حماسةً للكرازة بالإنجيل
يقول يسوع في إنجيل متى 18: 34، إنَّ الجحيم هو مكان للتعذيب، ويخبرنا في متَّى 25: 30، إنَّه مقرّ الظلمة الخارجيَّة، ‘‘حيث يكون البكاء وصرير الأسنان’’. ولا تقتصر الظلمة على العالم الطبيعي فحسب، بل إنَّ الجحيم هو مكان الظلمة الأخلاقية والروحية أيضًا، مكان خالٍ من حضور الله وصلاحه. إنَّه سجن للنفس والروح معًا (متى 18: 21-35)، ويمكن تشبيهه بأفظع كابوس على الإطلاق؛ كلُّ مَن يقبع فيه سيعيش في عذاب دائم وفي ندم مستمرّ
يتحدث الكتاب المقدس بوضوح عن الجحيم، وينبغي لكلِّ إنسان أن يقرِّر بنفسه ما سيفعله بالنعمة التي يقدمها الله. فلنشارك حقّ كلمة الله بجرأة، فالرهانات الأبدية عالية
صلاة: يا رب، أشكرك لأجل رحمتك ونعمتك اللتين أنقذتاني من الجحيم وضمنتا لي السماء. ساعدني أن أشارك بجرأة خبر الخلاص السار بالمسيح يسوع، فيختبر كثيرون صلاحك من خلال عمل روحك في حياتي. أصلِّي باسم يسوع. آمين