في مأمَن من العواصف
ديسمبر 18, 2020
تَغلَّب على إغراءات التجارب
ديسمبر 20, 2020

لماذا ليس أنا؟

“يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ كَمَا يَحِقُّ، لأَنَّ إِيمَانَكُمْ يَنْمُو كَثِيرًا، وَمَحَبَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ جَمِيعًا بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ تَزْدَادُ” (2تسالونيكي 1: 3).

كان المؤمنون في تسالونيكي يعيشون في فقر وظُلم واضطهاد وكان يُفترى عليهم مِن أقربائهم، ورغم ذلك، كان إيمانهم بالرب ينمو، وعندما علم بولس بإيمان هؤلاء المؤمنين المُحاصَرين، شعر بأنه من الضروري أن يشكر الله.

يجد العديد من المؤمنين اليوم صعوبة في أن يكون لديهم إيمان مثل إيمان أهل تسالونيكي، وعند مواجهتهم لبعض المشقات، ينهار إيمانهم ويتساءلون “يا رَبُّ، لماذا أنا؟”. رأى المؤمنون في تسالونيكي أن سبل عيشهم مُدمَّرة، وأطفالهم يتعرضون للاعتداء والضرب، وبيوتهم خَرِبَة بسبب شهادتهم للمسيح، وقد واجهوا تهديدات بالاعتقال والسجن والموت، وكان يُفترى عليهم، ودُمِّرت سُمعتهم، ووسط كل هذا، كان إيمانهم ينمو ومحبتهم لبعضهم البعض تشتد.

“لقد تأخرتُ عن موعد تصفيف شَعري، ولا يمكنني العثور على مفاتيح سيارتي! يا رَبُّ، لماذا أنا؟”. بدلا من أن تقول “لماذا أنا؟” قُل: “لماذا ليس أنا؟ لماذا أُعامَل أفضل من اخوتي المؤمنين الذين يتألمون؟” وبدلاً من أن تقول “لماذا تفعل بي هذا يا رَبُّ؟” قُل: “أشكرك يا رَبُّ لأنك لم تتركني وسِرت معي في وقت التجربة”.

بينما تقرأ هذه الكلمات، يتألم المسيحيون في جميع أنحاء العالم من أجل المسيح، وفي العديد من البلدان التي يسيطر عليها الإرهاب الديني يتعرَّض المسيحيون للتعذيب وقطع الرأس، ويتم قتل أطفالهم أمام أعينهم. يحب الرب هؤلاء المؤمنين الشهداء بقدر ما يحبني ويحبك.

قد يأتي اليوم الذي نتعرَّض فيه للاضطهاد، فهل سينمو إيماننا مثلما نما إيمان أهل تسالونيكي؟ هل ستشتد محبتنا لبعضنا البعض مثلما حدث مع أهل تسالونيكي؟ لقد حان الوقت الآن لينمو إيماننا ولنصبح أكثر شبهًا بالمسيح، وينبغي أن نُعِد أنفسنا الآن للاختبار الآتي.

صلاة: أشكرك يا أبي من أجل إيمان أهل تسالونيكي المُثابر. أصلِّي لكي يشجعني مثال إيمانهم ويلهمني لينمو إيماني أكثر بينما أتضع مثل المسيح. جهزني يا رَبُّ بروحك للاختبار الآتي. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.