إيمان حقيقي
مايو 2, 2024التخلُّص من السيطرة السامَّة
مايو 4, 2024فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ (متى 27: 50)
اقرأ متى 27: 45-50
عندما نميل إلى الشكِّ في محبة الله، يكفي أن ننظر إلى صليب المسيح لنتذكَّر أنَّ محبته هي التي قادته إليه، فيسوع تحمَّل أسوأ معاناة جسدية على الإطلاق عندما سُمِّرت يداه ورجلاه بأداة تعذيب بدائية، وسُلِخَ جلد ظهره عن لحمه بفعل جلدات سوط جندي روماني، وثُقِبَ رأسه بإكليل من شوك. لكنَّ الربَّ تحمَّل أيضًا نوعًا آخر من الألم، فلقد جاء في الكتاب المقدَّس، ‘‘وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟’’ (متى 27:46)
حاول بعض رجال الدين واللاهوتيين التغاضي عن هذه الكلمات، لكنْ يستحيل تجنُّبها، فقَبْل أن يُسلِم يسوع الروح على الصليب، تركه الله الآب لمدَّة قصيرة، لأنَّه كان يحمل عقاب خطيَّتنا، وهكذا، جعل الله يسوع الذي لم يعرف خطية خطيَّةً لأجلنا (2 كورنثوس 5: 21)، ولم يقدر الآب أن ينظر إليه (حبقوق 1: 13)
لم يكن ترك الله الآب ليسوع أمرًا مفاجئًا، فلقد تمَّ التنبؤ بذلك قبل ألف عام تقريبًا، عندما كتب داود عن الصَّلب في المزمور 22، قبل فترة طويلة من ابتكار هذه الممارسة الوحشيَّة! قال داود في الآية 14 ‘‘كَٱلْمَاءِ ٱنْسَكَبْتُ. ٱنْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي’’، وانفصال العظام هذا ناتج عن تمديد الجسد لتثبيته على الصليب. ثمَّ قال في الآية 15، ‘‘يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي’’ للدلالة على الجفاف، وهو أحد الآثار الجسدية للصَّلب. وجاء في الآية 16، ‘‘ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ’’، للإشارة إلى المسامير التي ثبَّتت مخلِّصنا على الصليب
كان يسوع عالمًا بالآلام الجسديَّة والعاطفيَّة والروحيَّة التي تنتظره، ومع ذلك مضى قدمًا في تتميم الخطَّة الخلاصيَّة، وقد جاء في الكتاب المقدس إنَّه جعل وجهه كالصوان نحو أورشليم (إشعياء 50: 7؛ لوقا 9: 51) وكان هدفه الصليب
إذا كان يسوع على استعداد لتحمُّل هذه المعاناة كلّها، يمكننا أن نثق بأنَّ دمه قادر أن يكفِّر عن أيِّ خطيَّة ارتكبناها. لماذا؟ لأنَّ يسوع لم يكن ليفعل كلَّ ما فعله من أجلك ومن أجلي لو لم يكن كافيًا لخلاصنا. لقد مات يسوع متروكًا لكي نكون مقبولين، مات مرفوضًا لكي نحظى بالرضى. فلنحمد الله من أجل هذه العطية التي تفوق الوصف!
صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك تحمَّلت الموت والانفصال عن الآب من أجلي. أشعر بالذهول أمام عطيتك الثمينة، عطية الحياة الأبدية. ساعدني أن أحيا لك وأن أختبر ملء الفرح بينما أسعى إلى تتميم مقاصدك لحياتي وأتذكَّر محبَّة خالقي. أصلِّي باسم يسوع. آمين