من الذي سيذهب إلى السماء؟

فُتِحَت كُوَى السموات
مايو 11, 2024
مفتدين الوقت
مايو 13, 2024
فُتِحَت كُوَى السموات
مايو 11, 2024
مفتدين الوقت
مايو 13, 2024
Show all

من الذي سيذهب إلى السماء؟

“لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رومية 6: 23).

تَخيَّل أنك شخص مسئول في الحكومة اليهودية، وقد حفِظْتَ العهد القديم عن ظهر قلب، وتطبِّق الناموس بكل دقة، وتحظَى باحترام كبير في المجتمع، ولكن، على الرغم من كل جهودك، فأنت لا تزال تشعر بأن شيئًا ما ينقصك، وفجأة، يظهر في المجتمع رجل يتكلم بسُلطان، ويغفر الخطايا، ويشفي المرضَى، ويُقيم الموتَى، ويلمس الأبرص، فتبدأ في التفكير في أن هذا الشخص لا بد وأن لديه الجواب.

يبدو أن هذا هو ما شعر به نيقوديموس الذي كان عضوًا بارزًا في المجتمع في زمن يسوع. كان نيقوديموس مفتونًا بيسوع، لكنه كان يخشى تدمير سمعته، لذا أتى إلى يسوع في ظُلمة الليل. لقد كان يرى أن يسوع ينظر إلى ملكوت الله بطريقة تختلف عن نظرته، فقال له: “يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ” (يوحنا 3: 2).

الاعتقاد الخاطئ بأن أعمالنا ستجعلنا نربح الأبدية ليس جديدًا، فقد أوضح يسوع لنيقوديموس أنه لكي يدخل المرء ملكوت الله، يجب أن يولد ثانيةً، فسأله نيقوديموس “كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟” (يوحنا 3: 4) فأجاب يسوع قائلًا أنه لكي يولد ثانيةً يجب أن يؤمن به.
يريدك يسوع أن تأتمنه على حياتك، الآن وإلى الأبد. لدى البشرية حمض نووي من الخطية لا مفر منه، وهو غير قابل للتصحيح بواسطة السلوك الأخلاقي البشري، حتى وإن كانت النوايا حسنة.

كانت رسالة يسوع إلى نيقوديموس واضحة: على الله أن يفعل شيئًا ما بداخلك. لا يهم ما تفعله من أجل الله، بل ما يفعله الله بداخلك. لن تستطيع الطقوس الفاقدة للحياة أن تُخلِّصَك، فالله وحده هو القادر على منحك الحياة.

كان للحق الذي تكلَّم به يسوع تأثيره العميق على نيقوديموس، ففي البداية، كان نيقوديموس يخجل من التحدث إلى يسوع، لكن في النهاية، جَهَرَ بمحبته للمسيح. وعند موت يسوع، أحضر نيقوديموس حوالي 75 رطلًا من الأطياب لدفنه، مما يدل على إجلاله العظيم ليسوع (اقرأ يوحنا 19: 39). لقد تغيَّر نيقوديموس عندما تقابل مع يسوع وجهاً لوجه.

يتوق الله إلى مَنحِنَا الولادة الروحية، فهو يعلم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نحيا بها حقًا. يقول يسوع لأولئك الذين يحاولون جاهدين الدخول إلى الملكوت: “كفُّوا عن محاولاتكم، ودعوني أُخلِّصَكم وأُغيّركم وأملأكم”، ولأولئك الذين يعتقدون أن أخلاقهم كافية، يقول يسوع: “جهودكم لن تكون كافية أبدًا، لكني انا كافٍ. أعلم أنكم ظمأَى؛ فتعالوا إليَّ”. لن نتغيَّر إلا عندما نُثبِّت أعيننا على يسوع.

صلاة: أشكرك يا أبي لأنك وهبتني حياة جديدة. أؤمن بعمل المسيح التام على الصليب لخلاصي، وأختار الابتعاد عن خطاياي، فاملأني يا رَبُّ بروحك. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.