الله جالس على العرش
أغسطس 4, 2024اهزم خوفك بقوَّة شهادتك
أغسطس 6, 2024“فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: لَا تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لِأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لِأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ ٱلْإِنْسَانُ. لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا ٱلرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْقَلْبِ” -1 صموئيل 16: 7
اقرأ 1 صموئيل 16: 7
عندما جاء صموئيل إلى بيت لحم، قلَّما كان يدرك ما ينتظره هناك. كان الربُّ قد أخبره بأنه اختار أحد أبناء يسَّى لتنصيبه ملكًا على إسرائيل، لكنَّه لم يكشف له هويّته. لكنَّ صموئيل كان على دراية تامة بما يجب أن تكون عليه مواصفات الملك، أو هذا ما كان يظنُّه
بدايةً، رأى صموئيل الابن البكر، أليآب. وَكَانَ لَمَّا جَاءُوا أَنَّهُ رَأَى أَلِيآبَ، فَقَالَ: إِنَّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ مَسِيحَهُ (1 صموئيل 16: 6). كان أليآب طويل القامة وقويًّا، يتمتَّع بمواصفات المحارب المناسب، فبدا وكأنَّه ملك فعلًا. لكنَّ الله قال لنبيِّه: لَا تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لِأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. -آية 7
بعد ذلك، عاين صموئيل كلًّا من أبناء يسَّى السبعة الذين حضروا لتقديم الذبيحة، لكنْ لم يكن أيٌّ منهم الإناءَ الذي اختاره الرب. عندئذٍ، التفت صموئيل نحو يسَّى وسأله: هل كَمُلَ أبناؤك؟ -الآية 11
بالطبع، كان بقي بعدُ الابن الأصغر، الراعي المتواضع الذي يعتني بالأغنام. إنَّه داود الذي يتمتَّع بما يفتقر إليه سائر أبناء يسَّى؛ وهو القلب المكرَّس لله، القلب الذي يبتهج بالله الحي، لا سيَّما بعد أن اختبر قوَّته وحمايته في أثناء رعايته الأغنام في البرية (1 صموئيل 17: 34-37). وهكذا نمَت في قلبِ هذا المراهق الصّلب والمندفع شهادة حيَّة عن أمانة إله إسرائيل وتميُّزه
وكان الربّ قد قال لصموئيل، لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا ٱلرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْقَلْب (الآية 7). لقد اختار الله داود ليكون المَلِكَ المقبل على إسرائيل لأنَّه يتوق إلى الاقتراب إلى الله وطاعته
وهكذا أصبح داود، بفضل قلبه المستعدّ والمكرَّس، مَلِكًا عظيمًا، بل أيضًا إحدى أهمّ الشخصيات في التاريخ. هذا هو اتِّجاه القلب الذي يطلبه الله دومًا. فالله يبحث عن الجاهزيَّة لا القدرة، وعن الأسخياء بدلًا ممَّن يكنزون لهم كنوزًا على الأرض، ويختار مَن يسعون إلى خدمة الغير بدلًا ممَّن يخدمون أنفسهم، فالأهمّ في نظر الله هو قلبك. لذا، إذا كنتَ ملتزمًا به، وأردتَ أن تطيعه، وأن تلتصق به ليستخدمك لأجل مجد اسمه، فأنتَ أكثر استعدادًا ممَّا تعلم لخدمة الملك
صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك دعوتني لخدمتك. أنا أعلم أنَّكَ تبحث عن قلب مطيع. ساعدني أن أصنع مشيئتك بقوَّة روحك. فأنا أريد أن أكون ذبيحة حيَّة لك (رومية 12: 1-2). أصلِّي باسم يسوع. آمين