التظاهُر أمام الله
نوفمبر 10, 2024حكاوي حواء
نوفمبر 12, 2024وأمّا النّاموسُ فدَخَلَ لكَيْ تكثُرَ الخَطيَّةُ. ولكن حَيثُ كثُرَتِ الخَطيَّةُ ازدادَتِ النِّعمَةُ جِدًّا. -رومية 5: 20
إن “الأعمال الصالحة” هي جوهر كل الأديان الأخرى على وجه الأرض، فكل الأديان الأخرى تسعى جاهدة لكسب رضا واستحسان الله وتحقيق الكمال الأخلاقي، وهذا ما نراه في ناموس الشعائر اليهودية، والطريق النبيل الثماني لتعاليم البوذية، وعقيدة الكارما الهندوسية، وقانون الشريعة الإسلامية.
لكن جوهر المسيحية ليس الجهد البشري، بل نعمة الله. إن مفهوم النعمة خاص بالمسيحية وحدها، ولا يوجد في أي نظام ديني آخر. لا تكتفي عقيدة النعمة بتعليمنا أننا لسنا بحاجة إلى عمل شيء لنكون مستحقين الدخول إلى السماء، بل تُعلِّمنا أيضًا أنه من المستحيل أن نكون مستحقين الدخول إلى السماء.
عبَّر الرسول بولس عن هذا بقوله: “لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ” (أفسس 2: 8-9).
لذا فمن الخطأ المأساوي والمُدمِّر أن نعتقد أننا لسنا بحاجة إلى الخلاص لأننا نعيش حياة صالحة. هل تحاول أن تكون مستحق الدخول إلى السماء؟ الحقيقة هي أنه ما من أحد يستطيع أن يكون مُستحق الدخول إلى السماء، فنحن جميعًا تحت لعنة خطية آدم، ولسنا مُستحقين الخلاص.
لكن بغض النظر عن مدى سقوطنا في أعماق الخطية، تستطيع محبة الله ونعمته الوصول إلينا. لقد غفر الله وافتدى جميع الخطاة – المُجدِّفين، والقَتَلة، والسارقين، وتجار العبيد، والزناة، ومن هم أسوأ من ذلك. لا شيء مما فعلتَه يُفاجيء الله أو يصعُب عليه غفرانه، وهو ينتظر مجيئك إليه، ومُستعد دائمًا لقبولك.
صلاة: أشكرك يا أبي من أجل نعمتك الفائضة التي ظهرت في عطية ابنك، وأشكرك لأنك فعلت من أجلي ما لن أتمكن أبدًا من فعله لنفسي. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.