الطمع وعدم الرضا
أكتوبر 8, 2020المدينة النهائية
أكتوبر 17, 2020“بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ” (عبرانيين 3: 13).
يأتي الصلاح من الاستقامة التقيَّة. من يُظهِر صلاح الله يفكر أفكارًا صالحة ويتحدث بكلامٍ صالحٍ، ويعمل أعمالًا صالحةً، ما يفكر فيه يتوافق مع ما يتكلَّم به، وما يتكلَّم به يتوافق مع ما يفعله. إنه ثابت في استقامة حياته.
من خلال تبرير الذات واختلاق الأعذار، يهاجم الشيطان استقامتنا ويغوينا لكي نُخفي خطايانا ونخدع أنفسنا بشأن ما هو صالح حقًا. سواء كانت إمرأة تُبرر تركها لزوجها بأنها غير سعيدة معه، أو مدمن على الكحول يبرر شربه الدائم له بأنه يساعده على التخلُّص من التوتر، فإن هؤلاء الناس لا يعيشون الصلاح، بل يعيشون كذبة. المشكلة هي أن جسدنا يُفضِّل الكذب، لكن هذا الطريق يؤدي إلى الهلاك.
كتب بولس إلى أهل غلاطية في منتصف القرن الأول الميلادي مُحذِرًا إياهم من نفس الخطايا التي نواجهها اليوم، فيقول إن “أَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِه”ِ (غلاطية 5: 19-21).
يحطم الكذب والخداع حياتنا، فنحن مُمَزَقون بين ما نفعله وما ينبغي أن نفعله. إن هدف الشيطان دائمًا هو أن يفصلنا عن الله، ويجعلنا منقسمين فيما بيننا. يسعى الشيطان إلى خلق عدم اتساق في عواطفنا وأفكارنا ودوافعنا. تخلق أعمال الجسد حيرة وارتباك حول ما هو صواب وما هو خطأ، وتُسبِب انقسامًا في علاقاتنا، وتُولِّد عدم الثقة وتباعُد. هذه الأعمال تكون في صراع مباشر مع الروح القدس، الذي يُثمر “مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ” في حياتنا، إذا أردنا أن نسلك في نور الحق (غلاطية 5: 22 – 23).
صلاة: يارب، اغفر لي تبريري لخطاياي. هناك أمور متضاربة في حياتي لا يمكن تصحيحها إلا بمساعدة روحك. أرني كيف أُنمِّي الاستقامة والصلاح في حياتي اليوم. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.