سيعود يسوع بغتةً
نوفمبر 7, 2022نعمة الله ومستقبلنا
نوفمبر 9, 2022‘‘مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي ٱلْقِدِّيسِينَ، وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ ٱلْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ ٱلْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ’’ (أفسس 1: 18-19)
أحد الأسئلة اللاهوتيَّة الأكثر شيوعًا في العالم اليوم هو الآتي، ‘‘إذا كان الله مُحبًّا جدًّا فلماذا يكثر الألم في العالم؟’’ يطرح معظم الناس هذا السؤال من قلب مجروح، وهم يتوقون إلى أن يعلن الله عن نفسه، أو من قلب مرير لأنَّهم يشعرون بأنَّه لم يتدخَّل
عندما التقى التلاميذ رجلًا أعمى منذ الولادة، سألوا يسوع سؤالًا مماثلًا، ‘‘يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟’’ (يوحنا 9: 2). هم قصدوا بسؤالهم، ‘‘مَن يُلام على معاناة هذا الرجل؟’’ فلقد ساد معتقد لدى اليهود بأن المرض هو نتيجة مباشرة للخطيَّة، لكنَّ جواب يسوع أطاح بوجهة نظرهم
لكنَّ يسوع، وبدلًا من تأجيج جدال لاهوتي حول الخطيَّة والألم وسقوط البشريَّة، قرَّر تسليط الضوء على الحقيقة الأعظم: ‘‘أَجَابَ يَسُوعُ: «لَا هَذَا أَخْطَأَ وَلَا أَبَوَاهُ، لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللهِ فِيهِ’’ (يوحنا 9: 3). أراد يسوع القول إنَّ سبب إصابة الرجل بالعمى ليس مهمًّا، بل ما يهمُّ فعلًا هو إعلان الله عن نفسه وسط المرض. ثمَّ تفل يسوع على الأرض وصنع من التفل طينًا وطلى به عينَي الأعمى، فشفاه بمعجزة من العمى الذي لازمه مدى الحياة
يولد كلُّ إنسان أعمى روحيًّا، فقد وُلدنا جميعًا معميِّين عن الحقيقة وهي أنَّ خطايانا وضعتنا في مواجهة مع الله، وأنَّه يستحيل أن يشبعنا أحد إلَّا يسوع. وعلاجنا الوحيد هو أن يفتح يسوع عيوننا، فعندئذٍ فقط، نكتشف حقيقة أنفسنا وهي أنَّنا خطاة في حاجة ماسة إلى غفران، ونرى أن يسوع هو ملك الملوك، ورجاؤنا الوحيد، وفادي نفوسنا
لقد برهن يسوع أنَّه لم يفتح عيون الأعمى الجسديَّة فحسب، لكنَّه استطاع أن يليِّن قلبه أيضًا. في البداية، كان هذا الرجل يؤمن بأنَّ يسوع هو مجرَّد نبي، وظلَّ يؤمن بذلك حتَّى بعد أن شفاه (يوحنا 9: 17)، لكنَّه سرعان ما صدَّق أنَّه هو الرب (يوحنا 9: 38). فهو كان يحتاج إلى لمسة شفاء من الله لتليِّن قلبه وتبني إيمانه، فغيَّر لقاؤه مع يسوع حياته، وكوَّن نظرة واضحة للأمور من الناحيتين الجسدية والروحية
إنَّ العالم الذي نعيش فيه هو عالم ساقط ونحن لا نجد دائمًا تفسيرًا للألم الذي نعيشه، لكنَّ الله عظيم بما يكفي ليشفينا ويجدِّدنا، فنحن لا نعرف دائمًا أسباب الظلمة، لكنَّنا ندرك أنَّ نور الله يغلبها
صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك تعطيني جمالًا عوضًا عن الرماد. أصلِّي أن تتمجَّد في ظروف حياتي كافة. أصلي باسم يسوع. آمين