رداء تسبيح
أكتوبر 17, 2024
الحياة على ضوء الأبدية
أكتوبر 19, 2024
رداء تسبيح
أكتوبر 17, 2024
الحياة على ضوء الأبدية
أكتوبر 19, 2024
Show all

وسط العاصفة

“وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ” (أفسس 3: 20-21).

نشأت في مصر وسط أسرة مسيحية، وكثيرًا ما كنت أرنِّم وأسبِّح الله، وكنت أسمع أمي وجَدِّي يسبحان الله لساعات طويلة كل يوم. أصبحت مؤمنًا بيسوع المسيح عندما صرت شابًا ولكني لم أفهم المعنى الحقيقي للتسبيح حتى ربيع عام 1990.

هذا عندما مرضت زوجتي الجميلة إليزابيث بالسرطان، وكانت بالكاد تبلغ الأربعين من عمرها.

كانت أفكاري في البداية “يا رب، أنها أصغر من أن تصاب بسرطان الثدي! كيف يحدث هذا؟” كنت أجد صعوبة في الصلاة إذ كان يغمرني الشعور بالقلق مما قد يحدث، فقد كان قلبي مضطربًا. لكن في وسط الخوف الرهيب من أن أفقد زوجتي الحبيبة، والإحباط الذي أصابني لأنني لم أستطع أن أحل مكانها أو أفعل أي شيء لحمايتها باستثناء الصلاة من أجلها، بدأت أتعلم حقًا قوة التسبيح.
بدأت مجموعتنا الصغيرة على الفور بالصلاة والتشفُّع، وبدأنا نتعلَّم عن قوة التسبيح من الروح القدس ومن الكتاب المقدس، وبدأ الله بتعليمنا أهمية أن نُسبِّحه وسط اشتداد العاصفة. وكلما سبَّحنا الله، زاد إيماننا بأنه قادر على كل شيء وأنه رحيم جدًا مع أولادة المتألمين والمحتاجين.

لقد تعلَّمنا درسًا قويًا خلال الوقت الذي كانت فيه زوجتي تصارع مع مرض السرطان؛ كلما سبحنا الله، ازدادت شركتنا معه عُمقًا. أثناء خضوع زوجتي للعلاج الطبي الذي جلب لها الشفاء ببطء، كنا نحن نخضع للعلاج الروحي الذي جلب لأرواحنا الكمال والرجاء والقوة. لقد تحقق كمالنا الروحي من خلال تسبيح الله، وزال خوفنا وحل محله الإيمان الكبير بسُلطان الله على ظروفنا. لقد ثبَّت التسبيح تمامًا مُلك الله في حياتنا.

في النهاية، يجعلنا التسبيح نُدرك حقيقتنا وحقيقة الله؛ فالله وحده هو الذي يجعلنا كاملين، وهو وحده الذي يسير معنا في الوادي المُظلم، فربنا الأمين لن يهملنا ولن يتركنا، وهو وحده مصدر كل خير وصلاح.

أشكر الرب أن زوجتي اليوم في صحة ممتازة، ونحن مستمرون في تسبيح الله وشكره ليس فقط من أجل شفائها، بل أيضًا لتعليمنا ما يعنيه أن نتقوَّى بالتسبيح لمواجهة أي خوف أو تهديد أو مشكلة قد تواجهنا في الحياة.

صلاة: أسبحك يا إلهي القدير على قوتك. أنت صنعت السموات وأسست الأرض بقوتك العظيمة وذراعك الممدودة، لا يعسر عليك أمر! أقول مع يسوع “يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ” (مرقس 14: 36). أُصَلِّي في اسم يسوع. آمين.