كنز في أوانٍ خزفيَّة
ديسمبر 2, 2024وعود الله لا تخيب أبدًا
ديسمبر 4, 2024اقرأ لوقا 2: 1-7
“فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ ٱلنَّاصِرَةِ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ ٱلَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ” (لوقا 2: 4).
يوجد سبب وجيه لعدم ولادة يسوع في قصر قيصر، أو في بلاط هيرودس. وُلِدَ يسوع في أكثر المدن تواضعًا وفي أكثر الأماكن قذارة ليؤكِّد لنا أنَّه مهما كانت قلوبنا قذرة، هو قادر أن يسكن فيها اليوم. وعندما يسكن يسوع فينا، فإنَّ دمه يجعل أسوأ الخطاة أبيض كالثلج (إشعياء 1: 18). لا يوجد إنسان لا يستطيع الله أن يفتديَه، وهو قادرٌ، بسيادته، أن يستخدم جميع الظروف لتحقيق خطته المُحِبَّة في حياةِ كل واحد من أبنائه (رومية 8: 28).
فكِّر كيف رتَّبَ الله الأحداث لكي يولد ابنه في بيت لحم، إتمامًا لكلام النبوّة قبل قرون. قبلَ ولادة يسوع، أَمَرَ أغسطس قيصر، من عرشه في روما، بإجراء إحصاء للسكان في الإمبراطورية بأكملها. صحيح أنَّ قيصر هو الذي أصدر هذا المرسوم، لكنَّه تمَّ بترتيب من العناية الإلهيَّة. وهكذا هي حياتك أيضًا، فلا شيء فيها خارِج يدي الله، وهو يعمل لكي يجذبك إليه، ويحقِّق وعوده في حياتِك. واعلَم أنَّك تقرأ الآن هذه الرسالة عن إنجيله المجيد، لأنَّ هذه هي مشيئته السياديَّة لحياتك.
محبّة الله العظيمة هي التي أرسلت يسوع المسيح من السماء ليولد في مزود متواضع وُضع في بيت لحم بترتيب من الله. وهو كبر وجال بيننا إلى أن تمَّم المهمَّة الخلاصيَّة التي جاء من أجلها، وعُلِّق على الصليب ليكفِّر عن خطاياك وخطاياي، ثمَّ أُنزِلَ جسد يسوع الميت عن الصليب، ووُضِعَ في قبر مستعار، لكنَّه وُجِدَ فارغًا في اليوم الثالث، لأنَّه قام من بين الأموات ليقدِّمَ القيامة نفسها لكلِّ مَن يؤمن به.
أوَّل مَن ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية هو القديس جيروم الذي عاش في القرن الرابع وأقام في بيت لحم. في إحدى ليالي عيد الميلاد، رأى جيروم حلمًا شعر فيه بأنَّ يسوع يسأله: “ماذا ستعطيني في عيد ميلادي؟” فأجاب جيروم بأنه سيعطيه الترجمة الجديدة للكتاب المقدس التي أعدَّها بنفسه. فقال له يسوع إنَّه ليس هذا ما يريده. ثمَّ عرَضَ جيروم أن يعطيه كلَّ أمواله وممتلكاته، لكن يسوع لم يكن يريد ذلك أيضًا، وقال له: “يا جيروم، أعطني كل خطاياك. فأنا جئت من السماء إلى الأرض لكي أُزيلَها”.
في عيد الميلاد، أعطِ يسوع خطاياك كلَّها لكي يُبعِدها عنك كَبُعد المشرق من المغرب، واقبَل حياة جديدة، وقلبًا جديدًا، وبداية جديدة في المسيح، فاديك.
صلاة: يا يسوع، أشكرك لأنَّك جئت لتأخذ خطاياي. ساعدني أن أعطيك إيَّاها كلّها وأن أنال نعمتك التي تقوِّيني لكي أحيا لك. أصلِّي باسم يسوع. آمين.