يفاجئنا برجائه
مايو 26, 2022
يفاجئنا بتفرُّده
مايو 28, 2022
يفاجئنا برجائه
مايو 26, 2022
يفاجئنا بتفرُّده
مايو 28, 2022
Show all

يفاجئنا بمقاصده

‘‘إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ ٱلَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ ٱلْأَزْمِنَة’’ (أفسس 1: 9-10).

من بين النساء الثلاث اللواتي ورد ذكرهن في إنجيل مرقس 16، مريم المجدليَّة ومريم أمّ يسوع معروفتان لدينا أكثر من سائر النساء لأنَّهما مذكورتان في مراجع أخرى في الكتاب المقدَّس، فيما تبدو سالومة غير معروفة لكنَّنا نعرف قصَّتها لأنَّها أمّ اثنين من تلاميذ يسوع، وهما ابنا زبدي.

اقرأ ما جاء في إنجيل متى 20: 20-28. أحبَّت سالومة ابناها كثيرًا واعتبرتهما أعظم قائدَين على الإطلاق في خدمة يسوع، فقالت له، ‘‘قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ٱبْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَٱلْآخَرُ عَنِ ٱلْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ’’ (عدد 21)، فربَّما هي كانت تعتقد، على غرار الكثير من اليهود، أنَّ يسوع جاء ليقيم مملكة على الأرض.

كانت لدى سالومة أحلام وآمال كبيرة لابنيها، تمامًا مثل أي أمٍّ تحبُّ أولادها، وهي كانت تعتقد أن مُلك يسوع على الأرض هو تحقيق لأحلامها، لكن هذه الأحلام تبدَّدت عندما وقفت عند أقدام الصليب يوم الجمعة العظيمة، وماتت طموحاتها لولدَيها مع يسوع.

لم تكن سالومة قد فهمت مقاصد الله- ‘‘ٱلسِّرِّ ٱلْمَكْتُومِ مُنْذُ ٱلدُّهُورِ وَمُنْذُ ٱلْأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ ٱلْآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ’’ (كولوسي 1: 26). كان رجاؤها لا يزال يكمن في خططها الخاصَّة، لكنَّ خطَّة الله كانت أعظم بكثير من خطَّتها، فيسوع أكَّد على الصليب أنَّ كلَّ مؤمن، وليس ابناها فجسب، سيملك معه إلى الأبد.

في صباح أوَّل عيد فصح، تمَّت مقاصد الله. وظهر ثمر خطَّته الرائعة في اللحظة التي سفك فيها يسوع دمه، ومات بالنيابة عنَّا، وقام إلى الحياة. هو أخذ موتنا وحكمنا وجحيمنا وهو يفدي الآن كلَّ مَن يؤمن به. هذا هو غنى السرّ المجيد، هذا هو هدف الله- المسيح فينا، رجاء المجد.

يحبُّنا الله أكثر بكثير ممَّا نعلم، ومحبَّته لنا تفوق الوصف والتفسير، ومن فيض هذه المحبَّة اختار أن يدفع ثمن خطايانا، وبحسب مقاصده العظيمة، نحن نقف الآن أبرارًا في المسيح بدلًا من أن ندان بسبب خطايانا. عندما نغرق في المشاكل، أو حين تجري الأمور عكس خطَّتنا، يمكننا أن نثق بالله لأنَّ خططه ومقاصده أفضل من خططنا وأهدافنا.

صلاة: يا رب، أتوق إلى أن تتحقَّق مقاصدك في حياتي. أحمدك لأجل محبَّتك الفادية. أصلِّي أن تغيِّر هذه المحبَّة حياتي، وحياة المحيطين بي لأجل مجدك. آمين.