بركات البنوَّة
أكتوبر 28, 2023
ليتقدَّس اسمك
أكتوبر 30, 2023

أبانا الذي في السموات

 

“وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَة” (عبرانيين 11: 16).

في كثير من الأحيان، نتعامل مع السماء على أنها منزل اشتريناه ولم ننتقل إليه، أو رحلة خططنا لها ولم نقم بها. نادرًا ما نفكر في السماء، أو نحاول معرفة المزيد عن منزلنا الأبدي. نحن نشغل أنفسنا بوضع المزيد من الخطط لهذه الحياة بدلاً من الاستثمار في الأبدية.

في كلمة الله، من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا، تُستخدم كلمة السماء لوصف ثلاثة عوالم مختلفة: عالم الغلاف الجوي، وعالم المجرَّات، والبلد السماوي الذي يقيم الله فيه. الله هو المُتحكِم في العوالم الثلاثة – وهو يُثبِّتها بقوته. ورغم ذلك، فإن الله الرائع العظيم والعالي يسكن في قلب المؤمن.

أبانا موجود حقًا في السماء، ولكنه يسير معنا ويتحدث إلينا كل لحظة في كل يوم. الله القدير هو الخالق صاحب السيادة، ومع ذلك فهو أيضًا يُعزِّينا ويباركنا ويتكلَّم بكلام سلام لقلوبنا المُضطربة. أبانا يُمسِك بالمُحرِّك الذي يُنسِّق عمل المجرَّات الشاسعة أثناء دورانها، ويمنعها من الدوران خارج نطاق السيطرة. ومع ذلك فهو أقرب إلينا من أنفسنا.

اقرأ متى 6: 9-13. في الصلاة الربانية، لم يُبدِّد يسوع كلمة واحدة. قال يسوع لتلاميذه: “عندما تُصلُّون قولوا: “أبانا الذي في السماوات”. لقد أراد أن يُركِّز التلاميذ على مكان تواجد الله والذي سنذهب إليه. لا يوجد مؤمن واحد لا يختبر يوميًا الجاذبية المذهلة للعالم والخطية والشيطان. في كل يوم، نميل إلى وضع المزيد من الخطط لهذه الحياة القصيرة بدلاً من أن وضع خطط للحياة الأبدية. قال يسوع مرارًا وتكرارًا في سفر الرؤيا أن المكافآت في السماء سوف تُعطى للأُمناء، الذين كانوا ثابتين، ورفضوا تقديم أي تنازلات، وقرروا أن يحبوا الله من كل قلوبهم.

اقضِ بضع دقائق في التفكير في هذه الصلاة الرائعة التي علمنا إياها الرب يسوع. اكتب شُكرك وطلباتك واعترافاتك أمام الرب.

صلاة: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكُن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطِنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا. ولا تُدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير. لأن لك المُلك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين.