يسوع هو الملك الوحيد
مايو 31, 2021
توقير الآب
يونيو 2, 2021

أبناء لا عبيد

“إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ” (أفسس 1: 5)

اقرأ لوقا ١٥: ١١- ٣٢ .

الخطية خادعة؛ ففي البداية، كل ما يمكننا رؤيته هو سحرها. عندما انجذب الابن الضال لإغراء الكورة البعيدة، لم يستطع أن يرى إلَّا الجانب الإيجابي لترك والده من أجل أرض غريبة، وقاده تفكيره المتمركز حول الذات إلى الاعتقاد بأن والده مدين له بميراثه.

ظل الابن الضال مُتكبِّرًا لفترة طويلة بعدما أنفق كل نقوده، ولكن عندما دمَّره الجوع وانعدمت فرصه في الحصول على أي وظيفة حتى ولو خادم، اعترف بأنه كان مخطئًا وأن بيت والده كان مكانًا رائعًا جدًا برغم كل شيء. قال الابن لنفسه “أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ (لوقا 15: 18-19). ربما قضى الابن كل الطريق إلى البيت في التدرُّب على اعترافه وقصة مذلته.

بمجرد رؤية الأب للابن الضال القذر رَّث الملابس، ركض نحوه (اقرأ عدد 20)، وعندما بدأ الابن في تقديم اعترافه، قاطعة الأب؛ فهو لا يحتاج إلى معرفة تفاصيل الأوقات العصيبة في تلك الكورة البعيدة، ودعا عبيده أن يلبسوه رداءً وخاتمًا ليعيده كابن وليس كخادم.
لا يريد الله أن يجعل منًّا عبيدًا، بل أبناءً له. يجعلنا الله أبناءه وبناته ويعطينا كل الأشياء الصالحة مجانًا، وعندما نطلب غفرانه، يمحو خطايانا وينساها تمامًا. يا له من أب محب!

يتعلَّق عيد القيامة بمحو شعورنا بالذنب والخزي. أظهر يسوع في الصليب جزيل نعمة الآب التي تُطهِّرنا من الخطية. إنه يطلب منا فقط أن ندرك حالتنا الخاطية ونتوب، وسوف يطهرنا ويُلبسنا رداء بره، ويقبلنا في بيته بأذرع مفتوحة دون إدانة.

صلاة: أشكرك يا أبي لأنك جعلتي ابنًا لك، وأشكرك على نعمتك وغفرانك. أُصَلِّي في اسم يسوع. آمين.