ليس انسانًا عاديًا
فبراير 16, 2020
أب لكل خليقة جديدة
فبراير 18, 2020

أبًا أبديًا

“وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ” (كولوسي 1: 18-19).

قبل ميلاد يسوع بسبعمائة عام، أخبر الله إشعياء عن المسيَّا واصفًا إياه بعدة ألقاب. اللقب الثالث الذي أُعطِي ليسوع هو “أبًا أبديًا” (إشعياء 9: 6).

لم يكن إشعياء يخلط بين الله الآب والله الإبن. في كثير من الأحيان عندما يُسند إلى شخصٍ ما قيادة العمل في مجال معين أو تأسيس هيئة، يُطلق عليه اسم “الأب” في تلك المنطقة. لهذا السبب يُطلق على الرجال الذين شكلوا أمتنا الناشئة اسم “الآباء المؤسسون”. كذلك يطلق على قادة الكنيسة الأوائل “آباء الكنيسة”. كذلك نقول أن أبقراط هو “أب الطب”.

هكذا يستخدم الكتاب المقدس مصطلح “أب” ليشير إلى المُنشئ أو الرائد. أرادنا الله أن نعرف أن يسوع سيكون رائد الإعلان الإلهي للحياة الأبدية وأنه سيكون مؤسس الخليقة الجديدة. الله يحبنا كثيرا لدرجة أنه شق طريقًا من خلال الأب الأبدي لكي نكون معه إلى الأبد.

يسوع وحده هو الذي يمكن أن يكون الأب الأبدي لأنه عرف عمق خطايانا وعمق محبة الله. ولأن يسوع هو إله كامل وإنسان كامل عاش بلا خطية وببر كامل، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يكشف كل جانب من جوانب إثمنا وشرنا، فنحن “جميعًا أخطأنا وأعوزنا مجد الله” (رومية 3: 23)، لكنه سار معنا وعاش بكمال.

يعرف يسوع أيضًا قلب الله، فهو يعرف الآب لأنه اختبر محبة الله، ويعلم أن الله لم يرد أن يتركنا في انفصال أبدي عنه بسبب خطايانا لأن محبته لنا عميقة جدًا.
تتطلب عدالة الله أن يُدفع ثمن خطايانا، لكن محبته تتطلب أن نكون قريبين منه، لذلك قام يسوع البار بإرضاء عدالة الله ببذل حياته التي بلا الخطية ودفع ثمن خطايانا. ولإرضاء نعمة الله العظيمة، قدم لنا – نحن الخطاة الذين نستحق الجحيم – الحياة الأبدية. تكشف ذبيحة يسوع لنا عن محبة الله العظيمة، كما أنها الأساس للخليقة الجديدة.

صلاة: أبي الأبدي.. أشكرك من أجل عدلك الكامل الذي جعلك تدفع ثمن جميع الخطايا، وأشكرك من أجل محبتك الكاملة التي جعلتك تُقدِّم لي حياة أبدية. إن نعمتك مُدهشة. أصلي في اسم يسوع. آمين.