أعدُّوا أولادكم للمحن

اَللَّهُمَّ، قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ صِبَايَ، وَإِلَى ٱلْآنَ أُخْبِرُ بِعَجَائِبِكَ (مزمور 71: 17)

عندما كان داود فتى صغيرًا، كان يرعى أغنام العائلة فيما يذهب إخوته للحرب. قد نقول عندما نفكِّر في مهمَّته، ‘‘عمله سهل جدًّا، فهو لا يخوض المعارك، وليس لديه عدوٌّ يحاربه، ولا يواجه خطر الموت’’. لكنَّ الله كان يُعدُّه للمحن التي تنتظره

اقرأوا 1 صموئيل 17: 32-37. بعد مرور فترة من الوقت، بدأ الفلسطينيُّون يعيِّرون شعب الله ويسخرون منهم، فنزل داود إلى أرض المعركة لمحاربة العملاق جليات. وما ساعده على الوقوف في وجه هذا الرجل الذي كان يُعَدُّ الأقوى في تلك الفترة، هو تدرُّبه على رعاية المواشى، وخصوصًا على استعمال المقلاع، وقضاء وقت مع الله

تعرفون باقي القصَّة. قُتِل جليات وهُزم الفلسطينيُّون وانتصر داود، لكنَّ المعركة كانت قد حُسمت حتَّى قبل أن يطأ داود أرض المعركة. حُسمت المعركة لصالح داود عندما تعلَّم أن يثق بالله في الحقول مع الخراف

لقد دعانا الله للمساعدة في إعداد الجيل المقبل للتحديات والمحن التي سيواجهها عبر تعليمه التمسُّك بوعود الله. وإحدى أبسط الطرق لتحقيق ذلك هي عبر تعليمهم كيفيَّة التعامل مع الصراعات في الحياة

أوَّلًا، يجب أن نبحث عن فرص لإخبار أولادنا عن المحن التي نخوضها. نحن نعيش في عالم يحاول تلطيف الأمور وغربلتها، وإن كان هذا كلَّ ما يراه أطفالنا، فلن يكونوا جاهزين لمواجهة الانكسار في هذا العالم، لكن إذا شاركناهم تحدياتنا، فسيصبحون جاهزين بشكل أفضل على مواجهة مشاكلهم

ثانيًا، يجب أن نتذكَّر أن المحن هي فرصة لمعاينة تحقُّق كلمة الله في حياتنا. عندما نواجه المحن، يجب أن نقرأ الكتاب المقدَّس لأطفالنا لنبيِّن لهم أمانة الله. أخبروا أطفالكم بأنَّ الله أمين أمسًا واليوم وبأنَّه جدير بالثقة

ثالثًا، فلنستخدم أوقات المحن لمساعدة أطفالنا على التركيز على الأبديَّة. يكمن رجاؤنا الأكيد في عمل يسوع المسيح التام على الصليب، ومهما صعبت الأحوال، يجب أن نتمسَّك بوعده بأن ‘‘يمسح كلَّ دمعة من عيوننا’’ (رؤيا 21: 4)

هل تخفون الصراعات العائلية عن أطفالكم لحمايتهم؟ فكِّروا في إخبارهم عن بعض المحن التي تعيشونها، لا ليتعلَّموا توقُّع الصعوبات في الحياة وينموا في الصبر فحسب، بل أيضًا ليتعلَّموا الثقة بالله في جميع الظروف لكي يزداد إيمانهم عمقًا

صلاة: أبي السماوي، امنحنا الحكمة والتمييز لمشاركة صراعاتنا العائلية مع أطفالنا، فيبلغ إيمانهم بك أعماقًا جديدة بينما نسلك أمامهم كمثال للثقة بك أمام تحديات الحياة