المحبة الشامِلة
ديسمبر 24, 2021
لماذا نقول ‘‘ميلاد مجيد’’؟
يناير 7, 2022

أعطِ الله مكانًا

‘‘لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ’’ (متى 6: 33)

يعتبر البعض أنّ عيد الميلاد يتمحور حول التقاليد الثقافية والواجبات الاجتماعية، وتتعرَّض مركزية المسيح في هذا الموسم للهجوم من مجتمعات التعددية والمتعة والمادية، وسرعان ما أصبح عيد الميلاد سلسلة من الأضواء المتلألئة والهدايا البرَّاقة بدون أدنى فكرة عن حقيقة المسيح الأبدية. وفي خضم تقاليدنا الثقافية والتزاماتنا الاجتماعية، هل نعطي مكانًا للرب؟

ويرى آخرون أنَّ العزلة هي محور موسم الميلاد، ويجدون أنفسهم وحيدين يصارعون لاكتساب شعور بالانتماء، ويبدو لهم أنَّ أكثر ما يمكنهم أن يتمنّوه هو أمسية هادئة، وقد يقضون وقتهم في إشباع رغباتهم أو التركيز على عملهم، وقد يشعرون بالندم لاحقًا. في أوقات العزلة هذه، هل تعطي مكانًا للرب؟

في وسط تلك المدينة الصاخبة، جاء المسيح إلى العالم بهدوء، فيما كانت الشوارع مزدحمة، والفنادق محجوزة بالكامل، والمسافرون يملأون أرجاء البلدة، وفي خضمّ تلك الجلبة السائدة، اتَّخذ الله جسدًا وحلَّ بيننا. هل تتخيَّل نفسك في بيت لحم في تلك الليلة وقد فاتتك هذه المعجزة؟

الجانب العجيب في قصَّة عيد الميلاد هو أنَّ قوَّة الله تقتحم حياتنا دائمًا حتَّى عندما لا نترك لها مكانًا. فحتَّى عندما لم يكن يوجد مكان في الفندق، اتَّخذ الله جسدًا، وعندما لا يوجد مكان في برنامج عطلتك، لا يزال الله يناديك، وعندما لا يوجد مكان في أجندة مجتمعك، لا تزال عطيَّة الله متاحة لك، وعندما لا يوجد مكان في عزلتك، لا يزال الله يدعوك إلى الدخول إلى العمق في علاقتك به.

تظلّ خطَّة الله قائمة حتَّى عندما لا نخصِّص لها مكانًا، فالمعجزات تحدث كلَّ يوم عندما حين يدعو الله الرجال والنساء من الموت إلى الحياة الأبديَّة، وهو يريد أن نختبر هذه المعجزات. لا تستبعد الله عن عيد الميلاد بسبب انشغالاتك، بل افتح له قلبك وذهنك ونفسك وبيتك وعائلتك وتقاليدك، وأعطِه مكانًا، ولا تفوِّت معجزاته في موسم الميلاد هذه السنة وفي الأيَّام المقبلة.

صلاة: يا رب، أريد أن أعطيك مكانًا في حياتي اليوم. أريد أن تكون سيِّدًا على قلبي وعلى اهتماماتي كافَّة في عيد الميلاد. أصلِّي باسم يسوع. آمين.