أعظم من أُبُوَّتنا السيئة

اصغِ لصوته
أغسطس 30, 2022
أعظم من عدم طاعتنا
سبتمبر 1, 2022

أعظم من أُبُوَّتنا السيئة

فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: “فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ” (تكوين 25: 23).

اقرأ تكوين 25: 19-34.

هناك نعمة هائلة للآباء المؤمنين، فنعمة الله في الواقع غنية جدًا وعميقة جدًا حتى أنها تستطيع أن تتغلَّب على أسوأ أخطائنا. نرى في الكتاب المقدس مثالاً لعمل هذه النعمة في حياة الوالدين إسحاق ورفقة، اللذين فشلا بشكل مذهل في تربية ولديهما التوأم.

قبل ولادة يعقوب وعيسو، كشف الله أن الطريقة التي تسير بها الأمور بداخل هذه العائلة ستكون فريدة من نوعها؛ فبينما كانت الأعراف الثقافية السائدة تقضي بأن يخدم الابن الأصغر أخاه الأكبر، قال الله “.. كَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ” (تكوين 25: 23).

عرف إسحاق ورفقة أن الله قد اختار يعقوب لمواصلة وعد الله الذي بدأ مع إبراهيم، واستمر خلال إسحاق، وبلغ ذروته في ولادة المسيح. لكن على الرغم من معرفتهما بذلك، لم يُدرِّبا يعقوب للقيام بدوره ولم يُعلِّماه أن ينتظر توقيت الله المثالي. كذلك لم يخبرا ابنيهما أن الله لديه خطط مختلفة لكل منهما – خطط يجب أن يبحثا عنها ويطيعانها ويفرحا بها.

وبدلاً من تدريب ابنيهما على فهم إعلان الله ومشيئته وخططه والثقة بها، اتَّبَعَ إسحاق ورفقة مشاعرهما وعواطفهما ومشيئتهما الخاصة، فأحب إسحاق عيسو، وأحبت رفقة يعقوب.

أدى هذا الانحياز الخاطيء إلى حدوث خلل وظيفي داخل الأسرة على جميع المستويات. كان الأَخَوَان على خلاف، وتورَّطا في حالة من المنافسة المستمرة، وفقدا الثقة في بعضهما البعض (اقرأ تكوين 27). وفي لحظةٍ من الرضا، باع عيسو بكوريته، فدمَّر بذلك حياته. وعندما حاول يعقوب أن يأخذ حقه بيده، اجتاز تجارب كان في غنى عنها، لكن نعمة الله فاضت على حياة هذه العائلة، ولم تستطع تعدَّياتهم أن تعيق مشيئة الله التامة الصالحة المرضية، لكنهم عانوا من عواقب اختياراتهم. لتكُن قصة صراعهم وجهادهم بمثابة تحذير ودرس لنا جميعًا لكي نثق بنعمة الله. آمِن بوعود الله وتعامل معها بجدِّية.

صلاة: أشكرك يا أبي لأنني تحررت بنعمتك من الخوف من عدم قدرتي على تحقيق أهدافك. ساعدني لكي أطيع مشيئتك وأتجنَّب الخطية لخَيري وخَير مَن حولي. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين.