أعظم من أُبُوَّتنا السيئة
أغسطس 31, 2022
أعظم من مخاوفنا
سبتمبر 2, 2022

أعظم من عدم طاعتنا

“فَارْتَعَدَ إِسْحَاقُ ارْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ الَّذِي اصْطَادَ صَيْدًا وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ، وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا” (تكوين 27: 33).

اقرأ تكوين 27: 1، 28: 5.

أعتقد أننا جميعًا نشبه إسحاق ولكننا لا نود الاعتراف بهذا، وذلك لأنه بدون امتحان الروح القدس لنا، نميل إلى الاعتماد على مشاعرنا وليس على حق كلمة الله.

عرف إسحاق ما أراده الله لعائلته ولإبنَيه. قال الرب لرفقة “كَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ” (تكوين 25: 23)، لكن إسحاق أراد تفضيل ابنه الأكبر، عيسو، وأصبح مع كل عام أكثر إصرارًا على تفضيله. وهكذا، في شيخوخته، عقد إسحاق اتفاقًا سِرِّيًا مع عيسو (اقرأ تكوين 27: 2-4) متعمِّدًا بذلك مخالفة مشيئة الله.

نواجه جميعًا مواقف مثل هذه طوال حياتنا، ويغرينا الشيطان يوميًا بالتصرف وفقًا لمشاعرنا بدلاً من اتباع حق كلمة الله، والخيار المطروح أمامنا هو: هل نسمح لدوافعنا الخاطئة أن تهزمنا، أم سنسمح لمشيئة الله وكلمته أن تقود قراراتنا؟

بدلاً من مصارحة عائلته، وضع إسحاق خططه السرية الخاصة لأنه كان يعلم أنها تتعارض مع إعلان الله الذي تحدث به إلى رفقة. ورداً على إصرار إسحاق الأناني، خانت رفقة زوجها، وتآمرت مع يعقوب لخداع والده ليمنحه بركته بدلًا من عيسو. علينا أن نسأل أنفسنا في ضوء آثام هذه العائلة “هل نعيش حياتنا في الخفاء كما في العَلَن؟”

عندما أدرك إسحاق أنه تعرَّض للخداع، يخبرنا الكتاب المقدس أنه ” ارْتَعَدَ ارْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا” (تكوين 27: 33). لقد كان هذا ارتعاد التوبة، حزنًا على أفعاله المتكبِّرة. في تلك اللحظة، كان ممتلئًا بالشعور بالذنب، لكنه كان شعورًا جيدًا لأنه قاده إلى التوبة. ولهذا، بعد ألفي سنة، يصف العهد الجديد إسحاق بأنه رجل إيمان: “بِالإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ” (عبرانيين 11: 20).

أتَرَى، حتى شعب الله المختار يخطئ، لكن الله في نعمته لا يطلب منا الكمال، فذلك سيكون مستحيلًا، ولهذا دبَّر برنا من خلال حياة وذبيحة يسوع المسيح، لكن الله يبحث بالأحرى عن الطاعة المُتَّضِعة، وعن القلب المنكسر والمُنسَحِق في تلك الأوقات التي نتعثر فيها، حتى يرفعنا (اقرأ يعقوب 4: 10 ؛ مزمور 51: 17، 147: 6).

صلاة: أشكرك يا يسوع لأنك أعطيتني بِرَّكَ. أُصلِّي كي اتذكَّر صلاحك عندما أفعل الخطية حتى أرجع إليك في توبة بثقة مُتضعة في أن محبتك ستهزم خطاياي. أشتاق يا رب أن أتغيَّر، فليعمَل روحك في قلبي لتجديدي يومًا بعد يوم. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين.