التذمُّر الذي يقود إلى طَلَبْ الله
أبريل 14, 2022
تذكُّر القيامة
أبريل 16, 2022

أنا عطشان

‘‘أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».’’ (يوحنا 4: 13-14)

قال الملحد المعترف بإلحاده، ‘‘توماس هوبس’’، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: ‘‘أنا أقوم بقفزة مخيفة في الظلمة’’، وقال الفيلسوف الفرنسي اللاأدري ‘‘فولتير’’ بحزن وهو على فراش الموت، ‘‘لقد تركني الله والناس!… سأذهب إلى الجحيم’’.

ونذكر خلافًا لهذين الرجلَين اللذين ماتا بدون المسيح المبشِّر ‘‘دوايت أل مودي’’ الذي قال في كلماته الأخيرة، ‘‘هل هذا هو الموت؟ لا يوجد وادٍ. أنا أمام البوَّابات. الأرض تتراجع والسماء تُفتح، الله يدعوني، يجب أن أنطلق’’.

إنَّ اللحظة التي نأخذ فيها أنفاسنا الأخيرة، نحن المؤمنون بالمسيح، هي اللحظة الأولى التي نتنشَّق فيها الهواء السماوي في بيتنا الجديد، وهو مسكننا مع الرب يسوع المسيح، فالخروج من أجواء الأرض يعني الدخول إلى محضر الله المقدَّس.

ونحن قلَّما نفكِّر في الفرق بين الحياة التي نعيشها على الأرض وتلك التي نعيشها في السماء، ونركِّز، بدلًا من ذلك، على بيتنا المؤقَّت، ونسعى إلى توسيعه وتزيينه بالأشياء المفضَّلة لدينا وإلى الاستمتاع به.

لذا، يجب أن نحوِّل تفكيرنا، في مرحلة معيَّنة، من الأرض إلى السماء، فالمدَّة القصيرة التي نقضيها على الأرض ليست ولا حتَّى جزءًا بسيطًا من الوقت الذي نمضيه في الأبديَّة، وقد حرص يسوع على إيضاح هذه الرؤية للآخرين ولم يفوِّت أي فرصة لتحضير أتباعه لموته، ولكن الأهم من ذلك، هو أنَّه أراد أن يفهموا قيامته والبركات التي تنتظرهم في المستقبل.

تذكِّرنا كلمات يسوع الأخيرة ‘‘أنا عطشان’’ (يوحنا 19: 28) بأنَّ لا شيء في العالم يلبِّي احتياجاتنا، فيسوع وحده قادر أن يعطينا الماء الحي الذي يروي نفوسنا.

صلاة: يا رب، أنت وحدك قادر أن تروي عطشي، أريد أن أرتوي منك من خلال كلمتك وعبر الصلاة، وأن أقترب إليك من خلال روحك. أصلِّي باسم يسوع. آمين.