انتظار استجابة الله
فبراير 11, 2023
ثِقوا باسم الرب
فبراير 13, 2023

افحصوا قلوبكم

اَلرَّبُّ ٱلسَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَٱلْأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي (حبقوق 3: 19)

اقرأوا حبقوق 3: 16-19
ربَّما نريد أن نصرخ إلى الرب، كما فعل حبقوق قبلنا، قائلين، يا رب، الشرُّ يزدهر والأشرار ينجحون! حتَّى متى ندعو وأنت لا تسمع؟

لكنَّنا نطرح الأسئلة الخاطئة، فبدلًا من الشكّ في الله، يجب أن نسأل أنفسنا، ‘‘ما الذي يريد الله أن يعلِّمني إيَّاه؟ هل يجب أن أتوب؟ هل يجب أن أنمو في الإيمان؟ هل يجب أن أقوم بأمر ما؟


وهكذا، بدلًا من إلقاء اللوم على الله عندما تبدو الأمور قاتمة، يجب أن نسبِّحه ونفحص ذواتنا، فالأوقات الصعبة هي فرصة للنظر إلى داخلنا وتطهير قلوبنا بقوة المسيح، وهذا ما اكتشفه حبقوق

في البداية، قال النبي لله، ‘‘يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ ٱلسِّنِينَ أَحْيِهِ’’ (حبقوق 3: 2)، فهو كان عالمًا بالمعجزات التي صنعها الله عبر تاريخ إسرائيل، وكان يدرك أنَّ الله شقَّ البحر الأحمر وأنزل المنّ من السماء وفجَّر الماء من الصخر، وأراد أن يصنع اللهُ معجزة أخرى لشعبه لكي ينقذ أمَّة يهوذا من مشاكلها

وكان الشعب يحتاج إلى نهضة، فأدرك حبقوق ذلك وأراد من الله تحقيقها، لكنَّ الله أعلن بوضوح أنَّ النهضة الحقيقيَّة لا بدَّ أن يسبقها اتِّضاع في قلب الشعب، وعندئذٍ فقط، يستطيع أن يلجأ إلى الله، رجائه الوحيد. إذًا، لا تكمن المشكلة في الله، بل في شعبه

إذًا، يجب أن يكون مجد الله اهتمامنا الأول، فالمشاكل تأتي وتزول، لكن الله يبقى ربًّا وسيِّدًا، لذا، يجب أن نتقدَّم أمام عرشه بثقة رافعين إليه طلباتنا بتواضع، فالله يعرف جيدًا ما يفعله، وقد عرف حبقوق ذلك وأدرك أنَّ الله جدير بالثقة حتَّى عندما تبدو الأمور قاتمة: ‘‘فَمَعَ أَنَّهُ لَا يُزْهِرُ ٱلتِّينُ، وَلَا يَكُونُ حَمْلٌ فِي ٱلْكُرُومِ… فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِٱلرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلَهِ خَلَاصِي’’ (حبقوق 3: 17-18)

هذا هو القلب الذي يطلبه الله، لذا، يجب أن نسأل أنفسنا عندما نصلي، ‘‘هل أريد أن يتمجَّد يسوع؟ أم إنَّني أطلب الله لكي يحلّ مشاكلي فحسب؟ يا صديقي، يستجيب الله للقلب المتواضع وليس المُطالب عن استحقاق، وهو لا يتعامل معنا بطريقة أخرى لأنَّه يحبُّنا

صلاة: يا رب، سامحني لأني أطلب راحتي قبل مجد اسمك، فأنا أعلم أنَّني بينما أصلِّي أن يتمجَّد اسمك وأبحث عن سبل لتقدُّم ملكوتك، فإني أجد سلامًا وراحة في حقِّك ووعودك. فأنت إله صالح وسخيٌّ في عطائك. آمين