خَتم استحسان الله
أكتوبر 26, 2020
حياة هادِفَة
أكتوبر 28, 2020

البطولة الحقيقية

“الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل” (1بطرس 2: 23).

في رسالة 1بطرس 2: 19-25، يُبيِّن لنا الرسول بطرس المعنى الحقيقي لمُشابهة المسيح. يقول بطرس أنه عندما يتعلق الأمر بالبطولة الحقيقية، فنحن نحتاج ألا ننظر إلى أبعد من يسوع. وإذا أردنا أن نكون أتباع للمسيح، يعطينا بطرس ثلاثة مجالات يجب أن نقتدي به فيها.

اتباع يسوع يعني ألا نجازي أحد عن شر بشر، حتى عندما نشعر بأن لدينا مبرر للقيام بذلك. في سياق ديكتاتورية مُطلقة لم يكن للمسيحيين فيها ملاذ عند معاناتهم من الظلم، دعا بطرس رفاقه المؤمنين للإقتداء بالمسيح الذي “لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، .. وَلَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ” (1بطرس 2: 23).

اتباع يسوع يعني أن ننتظر بصبر عدل الله. الله ليس بغافل عن أي خطية. تؤكد لنا كلمته مرارًا وتكرارًا أن يسوع سيعود كقاضي القضاة. ليس كمن تعرَّض للإهانة والصفع على وجهه، بل كإله القوة والقدرة. ليس كمن عُلِّق عاجزًا على صليب، بل كأسد يهوذا الذي سيجعل أعداءه موطئًا لقدميه. سوف يحقق يسوع العدالة الكاملة والنهائية.

إتباع يسوع يعني ألا نتساهل أبدًا في الحق الكتابي، مهما كانت التكلفة. يقدم الله طريق واحد فقط للتعامل مع الخطية، وهو الاعتراف والتوبة. جلدات المسيح فقط هي التي يمكنها إصلاح انكسارنا، وموت يسوع وحده هو الذي يمكنه أن يرفعنا إلى حياة جديدة. سيظل هذا الحق ثابتًا مهما كانت الآلام التي سنقابلها. لذلك دعونا نقف ثابتين فيه.

لقد دُعيت كمؤمن للإقتداء بالمسيح، فهل تسير على خطاه؟ لقد دعاك من الظلمة الى نوره العجيب، أليس هذا مجيدًا؟ لا تجعل مظالم هذا العالم تُثقِل كاهلك، لكن ينبغي أن تحب أعداءك بقوة الروح القدس، وتصلي من أجل أولئك الذين يضطهدونك، وتثق بالله حتى عندما تواجه تجارب وآلام. تذكَّر محبة أبيك الذي لم يشفق حتى على ابنه، وتطلَّع إلى اليوم الذي سيمسح فيه كل دمعة.

صلاة: أيها الرب يسوع، أنت مستحق كل تسبيح. إن محبتك مُذهلة، ورجاءك مجيد. ساعدني لكي أضع ثقتي فيك، وأتطلَّع إلى الصليب لأستمد منه قوتي وسلامي وفرحي. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.